حين نقف اليوم على عتبات التخرج ونرسم بأناملنا الأمل ونرى البسمة وقد ارتسمت لتعانق فضاء أرواحنا.. نعيد العد إلى الوراء لنتذكر تلك السنين التي تابعت خطواتنا.. خطوة خطوة حينها نتذكر حروفا أضاءت، ومشاعل علم استحقت أن تنير دربنا.. هذه الفرحة التي أتت بعد سنوات من الدراسة والمثابرة، والتي حصدنا بها -بعد فضل الله علينا- هذا النجاح، وهذه الثمرة، لهو تحقيق لقول ربنا جل في علاه {إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.. وأيضا للمثل القائل لكل مجتهد نصيب.. لقد مرت بنا سنوات من الاجتهاد، كان للجد فيها عنوان، وللمثابرة أشكال وألوان، فقد نشأنا في هذه الجامعة الغالية، نكتسب منها علوما ومعارف شتى، يحدونا الأمل في أن نكون لبنة صالحة لخدمة هذا الوطن الغالي، مهبط الوحي، ومنبع النور، زمانا ومكانا.. لدي ثلاث باقات الأولى إلى والدي..كيف أبدأ رسالتي وأنا إذ أمسكت بقلمي هذا وهممت أن أكتب لكم.. كأن قلمي لم يعرف الكتابة من قبل وكأن المداد فيه لا يعرف من الهجاء إلا علامات الإكبار وحروف الإجلال وتهرب مني الكلمات، حتى لا أجد منها كلمة واحدة تقف على حدود معنى بسيط مما أريد أن أقوله لكم، وأي ألفاظ تلك التي أرتبها فتصور لكم ما في صدري؟ أو أتخيل أنها تصور لكم ما في صدري ؟ وقد جعلكم الله سبب وجودي. ماذا أكتب لكم..؟ هكذا النبض من قلبي تجسد في روحكم..والتصق بكيانكم الأوحد.. لكني أطلب الله العلي القدير أن يجعلني من البارين بوالديهم حيث إن ما أنا فيه الآن من منزله وعلم لم أكن لأحصل عليه لولا توفيق الله ثم دعمكم لي من جميع النواحي بدعائكم وتشجيعكم وهمتكم العالية فشكرا يا أبي وشكرا أمي.. الباقة الثانية.. اخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ محافظة الخرج والشكر موصول إلى معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الرحمن العاصمي وإلى أعضاء هيئة التدريس فردا فردا. الباقة الثالثة.. إلي إخواني وزملائي الخريجين هنيئا لكم بهذه الفرحة وتذكروا دائما أنه بالشكر تدوم النعم وأقول لكم إن وطننا الغالي ينتظر منا العطاء والبذل والبناء.. ينتظر منا أن نرد له شيئا مما وهبنا إياه..ف»هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».. في الختام أسأل الله العلي العظيم أن يكتب للجميع التوفيق والسداد * العلوم الطبية التطبيقية - الأشعة والتصوير الطبي