تعهد النظام السوري بإيقاف العمليات العسكرية ضد شعبه بعد ساعات من دعوة مجلس الأمن الدولي كل الأطراف في سوريا إلى وقف المعارك قبل صباح 12 ابريل، وكانت العمليات العسكرية قد استمرت في عدد من المناطق السورية أمس الأربعاء، في وقت تتكثف الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لايجاد حل للازمة. ورغم ادانة عدد من الدول لعدم تنفيذ السلطات السورية تعهداتها بالنسبة الى سحب آلياتها من الشارع، الامر الذي كان يفترض ان يكون انتهى الثلاثاء، أعلن النظام السوري مساء امس الأربعاء «وقف مهام القوات العسكرية اعتبارا من صباح اليوم الخميس في الساعة السادسة بتوقيت دمشق». ونقلت وسائل الاعلام السورية الحكومية عن مصدر مسئول في وزارة الدفاع السورية قوله، في بيان له، «وقف مهام قواتنا المسلحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة اعتبارا من صباح الخميس بعد أن نفذت مهامها بنجاح». وأضاف المصدر السوري الرسمي المسئول «بعد أن نفذت قواتنا المسلحة مهامها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها تقرر وقف هذه المهام اعتبارا من صباح يوم غد الخميس (اليوم) الموافق «2012/4/12، وذكر البيان «ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة ولحماية أمن الوطن والمواطن». جاء اعلان السلطات السورية وقف أعمالها العسكرية تلبية لما كانت أعلنته سابقا عن»التزامها» بالنقاط الستة للمبعوث الاممي والعربي كوفي عنان. وفي اول ردة فعل دولي على تعهد النظام السوري شددت الولاياتالمتحدة الاربعاء انها ستحاسب النظام السوري «على افعاله وليس على اقواله» وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان دمشق ستحاسب «على افعالها وليس على اقوالها» مشككة في عزم النظام السوري على الوفاء بتعهداته التي قدمها الى انان. وكان مجلس الامن الدولي دعا الثلاثاء كل الاطراف في سوريا الى وقف المعارك قبل صباح الخميس 12 ابريل. وواصلت القوات السورية النظامية امس عملياتها العسكرية والامنية من قصف واقتحامات ومداهمات، بالاضافة الى ارسال تعزيزات الى مناطق مختلفة، حسبما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد ناشطون بأن ما لا يقل عن 20 مدنيا لقوا حتفهم امس بنيران قوات النظام السوري. واستانفت القوات النظامية امس قصف احياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية في مدينة حمص (وسط)، وفق لجان التنسيق المحلية. وفي درعا (جنوب)، اقتحم الجيش السوري بالمدرعات بلدة غصم وسط اطلاق نار كثيف، بحسب لجان التنسيق. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قريتي تسيل وانخل، واستقدمت قوات عسكرية امنية مشتركة انتشرت في بلدة بصرى الشام، وفقا للمرصد. في ريف دمشق، افاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية احمد الخطيب ان القوات النظامية اقتحمت قرابة الثانية عشرة ظهرا (9,00 ت غ) مناطق بسيمة والخضرة والفيجة وكفر الزيت ودير مقرن ودير قانون في وادي بردى وسط اطلاق نار كثيف، فيما توجهت تعزيزات عسكرية الى محيط مدينة الزبداني. واشار المرصد الى تعزيزات امنية على الحواجز المنتشرة في مدينة حرستا. وحصلت حملة مداهمات واعتقالات في حي برزة في العاصمة، بحسب المرصد. وفي اللاذقية (غرب)، قصفت مدفعية الجيش السوري قرى عدة في جبل الاكراد، ما اسفر عن تهدم عدد من المنازل على رؤوس اصحابها، بحسب المرصد. ويتحصن في منطقة جبل الاكراد ذات الغالبية الكردية في ريف اللاذقية، عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية وناشطون معارضون متوارون عن انظار اجهزة الامن. وفي ريف حماة (وسط)، «اقتحمت القوات النظامية مدينة حلفايا وسط اطلاق نار كثيف وشنت حملة اعتقالات عشوائية»، بحسب ما افاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة ابو غازي الحموي. وقال المرصد ان حملة مداهمات واعتقالات حصلت ايضا في ريف حماة الشمالي واسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين على الاقل. وتواصلت الاربعاء العمليات العسكرية في ريف حلب (شمال) لا سيما في مدينة مارع والقرى المجاورة التي تشهد قصفا لليوم الثاني على التوالي، ما اسفر عن دمار كبير فيها، بحسب المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي. وقال الحلبي «النظام ينهي مدينة تلو الاخرى، بدأ في عندان وحريتان، ثم انتقل الى منغ وضرب معها اعزاز ومن ثم تل رفعت والآن في مارع». واضاف «كل مدينة او قرية تتعرض للقصف والدمار الكامل ثم اقتحام بالدبابات واحراق منازل»، متهما النظام «بتأديب المدن المنتفضة حتى تكف عن الاحتجاجات». من جهة اخرى, شددت انقرة نبرتها حيال نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد تصعيد مفاجئ للتوتر على الحدود التركية السورية ولمحت الى امكانية انشاء منطقة عازلة لاحتواء اللاجئين على الاراضي السورية. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من الصين حيث يقوم بزيارة «لا تدفعونا الى حدود قدرتنا. لا نريد ان نفكر بالدخول الى هناك. لكن ان كانت من جهة قادرة على اجبارنا على قرار كهذا فهي النظام السوري»، على ما نقلت الصحافة التركية امس.