خرجت للتو من مكتب مسؤول كبير في وزارة الصحة، تحدث إلي بهموم وآلام كما تحدث عن آمال يسعى لتحقيقها, بل وحقق أشياء كثيرة منها ولكنها تبقى أقل بكثير مما يستحقه هذا الوطن وهذا المواطن. هذا المسؤول الذي لولا أنه قال لي (هذا الكلام غير قابل للنشر) لذكرت لكم أشياء وأشياء تجعلكم تقفون إجلالاً وتقديراً لهذا الرجل الذي يحق لي أن أقول إنه رجل فذ بما تعنيه الكلمة. الكلام الذي قاله أعرف أنه حقيقة وليس كلاماً إعلامياً فأنا ابن الإعلام وأفقه كثيراً في الكلام الإعلامي من الكلام العلمي الحقيقي، ذكر أرقاماً وحقائق تثلج الصدر, ولكن أثرها قد لا يكون ملموساً وظاهراً للمواطن إلا بعد سنوات لكونه مما لا يدركه المواطن العادي وإنما يعلمه ويلمسه الكادر الطبي والعاملين في هذا القطاع. رجل كنت أتمنى أن أقول لكم من هو ولكنني أخشى ألا يرضيه هذا والمجالس كما يقال بأماناتها، يسعى هذا الرجل من أجل الوطن والمواطن لا من أجل الإعلام و(فلاشاته ومنشتاته)، كما أن القارئ والمواطن لا تهمه الأسماء بقدر ما يهمه الإنجاز, والبشرى الجميلة بأن هناك من يعمل وأن هناك ثماراً يانعة - بإذن لله - سيجنيها المواطن قريباً. الموطن يبحث عمن يقدم له الخدمة الطبية الراقية, وإذا قلنا الراقية فلسنا نعني الخدمة الفندقية وإنما نعني الراقية طبياً بحيث أن ما يقدم لهذا المريض يرقى وأهمية صحة الإنسان لدى هذه المراكز والمستشفيات. تعاني الكثير من المراكز الصحية تحديداً من عدم جودة الدواء وأنه لا يتوافق وما تدفعه الدولة من مليارات سنوياً, وقد أفصح لي هذا المسؤول بأن هذا صار شيئًا من الماضي بفضل لله، أثلج صدري وكدت أن أقوم من كرسيي لأقبل رأسه، هذا الرأس الشامخ من أجل خير الوطن والمواطن. وأنا جالس معه أستمع لجميل كلامه سرحت قليلاً بفكري وسألته سؤالاً خارج النص كما يقال لماذا بعض الأدوية التي تباع في البقالات في بعض الدول الأوروبية وأمريكا لا يمكننا الحصول عليها هنا إلا بوصفة طبية ومشددة أيضاً؟ فكان جوابه العلمي الدقيق.. أولاً قضية الثقافة الطبية مختلفة كلياً وثانياً تلك المجتمعات تبيع الخمور والمنشطات كما يباع الماء والعصير, ولذا هذه الأدوية لا تعني لهم شيئًا آخر, قلت الآن زال اللبس. حدثني عن نقلة تحصل الآن في مسألة الدواء وعن توطين صناعته وعن أمور كثيرة لا يستحسن أن أكون المفصح عنها, ولكنها مبشرات عظيمة لنقلة نوعية للطب في بلادنا. قال لي وقال كلامًا في غاية الأهمية ومواقف في غاية القوة كلها تصب في مصلحة المواطن, ودافعه ضميره الحي وفريق العمل الذي يدفعه ويشجعه وزير الصحة، بح صوته وكدت أن أقول (أرفق أرفق ) فصحتك أهم، لكنني توقعت أنه يريد أن يقول من أجل أن يريح قلبه فتركته يقول ويقول وأنا صامت تماماً مصغيًا مؤمنًا بأن الإصغاء مما يسعد المتكلم الصادق. زبدة هذا المقالة أن وزارة الصحة أيها المواطن قادمة إليك عطاءً ونجاحاً سوف يثلج صدرك - بإذن لله - فلا تستعجل ولا تكثر اللوم فما فات بإذن لله مات, والنقلة النوعية التي يريدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - قاب قوسين أو أدنى، وسترى ما يسرك. والله المستعان. [email protected] تويتر: @almajed118