تطرقت في مقالي السابق عن حاجة السعودية إلى ملتقى تشكيلي عالمي لنتفاخر بالمبدعين لدينا بين الأمم وكان مثالي على ذلك آرت دبي، وردني العديد من الاتصالات بين المؤيد بشدة وبين المتشائم بسخط بما طرحت فكان في قناعة صديقنا المتشائم أنه من المستحيل بمكان أن يقام مثل آرت دبي في السعودية لأسباب عديدة منها مجازاً أن وزارة الثقافة ترى أن الفنون البصرية ومنها التشكيلية مجرد تعبئة فراغ فليست من أولوياتها والسبب الآخر أن السعودية لها خصوصية ولا يمكن أن يكون بها ما كان في آرت دبي..! فتحاورت معه حول الأسباب ليكون ردي عليه بخصوص تجاهل الوزارة للفنون البصرية لا يمكنني أن أحكم بذلك فالوقت كفيل بأن يعرفنا مدى صحة هذا القول. أما عن الخصوصية للمجتمع السعودي فهو مفهوم خاطئ، فالسعودية والإمارات دول من الخليج العربي والجزيرة العربية والعوامل المشتركة بينهم تصل إلى حد التوأمة كنظام وعادات اجتماعية وعرقية أو دينية فالخصوصية التي تتحدث عنها هي في حدود فهمك التي يصعب عليك أن تحرر ذاتك منها وتتفهم الآخر. تخيل معي آرت السعودية وتحتضنها جدة على سبيل المثال كيف يكون.!؟ أولاً يتم تكوين لجنة عليا من قبل الوزارة وتكون مهمة هذه اللجنة تحديد الأهداف والآلية وتكون جهة إشرافية على المعرض وعلى ضوئها يتم الاتفاق مع إحدى الشركات المحلية المتخصصة المستوفية الشروط العالمية بتنظيم المعارض والمؤتمرات وتبرم الشركة المحلية عقد شراكة مع أحد الشركات العالمية الخبيرة بهذا الخصوص ومن ثم يتم تهيئة مكان وصالات للعرض يتناسب مع طرح المنتج الفني أكان لوحات أو منحوتات أو مجسمات مفاهيمة ثم ترسل دعوات لصالات العرض العريقة لحجز المساحة التي تتوافق مع عرضها لإعمالها لتكن البداية 20 صالة عرض لعلنا بالدورات القادمة نتجاوز هذا الرقم بازدياد الخبرة لنكون مثل آرت دبي ونصل إلى 75 صالة. فمن فوائد هذا المشروع المساهمة بالنمو الاقتصادي للمدينة المحتضنة بالإضافة للإرادات التي سوف تحققها الشركات المنظمة والمبيعات لصالات المشاركة واستقطاب عشاق اقتناء الأعمال الفنية ورفع الذائقة الفكرية البصرية بالتعريف بالمنتج الفني لدى الزوار وزيادة الخبرة عند الفنانين ليتعرفوا على إنتاج الحضارات الأخرى والتقنية المستخدمة من خامات ومواد فنية. الشاهد هنا أن نجاح الدورة الأولى ضرورة لا تقبل القسمة على اثنين حيث نجاح العرض الأول سوف يأتي بثماره وزيادة التنافس بين صالات العرض في الدورات القادمة، باعتبارها صناعة جديدة بالمنطقة العربية ولا بد أن تكون السعودية أحد رواد هذا المجال.