بهر الفنانون السعوديون خلال مشاركتهم ضمن فعاليات "آرت دبي 2012" في دورته الرابعة، الزوار والمهتمين بالفنون المعاصرة البصرية والمفاهيمية، حيث سجلت صالة "أثر" التي عرضت مجموعة أعمال ل12 فناناً من السعودية رقما قياسيا في تاريخ معرض آرت دبي، وتحديدا في تاريخه مع اقتناء الأعمال. وذلك بإعلان "أثر" عن بيع كافة معروضاتها خلال أول نصف ساعة من أمسية المعاينة التي خصصت للرعاة الخميس الماضي. "آرت دبي" في دورته السادسة التي اختتمت أعمالها السبت المنصرم، أخذ يتّسع في المشهد الفني والإبداعي الذي يغطيه، حيث استقطب هذه السنة مشاركة لافتة من شرق آسيا بعد أن اعتاد قاصدو الحدث المهم من نوعه في المنطقة على مشاهدة عوالم الفن المعاصر من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا والأمريكتين، ومرسِّخاً مكانته كاحتفالية فنية عالمية. كما استقطبت اللوحات والمنحوتات والمجسّمات التي عرضتها 75 صالة فنية الكثير من عشاق اقتناء الأعمال الفنية من المخضرمين وممن يقتنون الأعمال الفنية لأول مرة. ومن أهمّ ما تميزت به دورته السادسة قيام صالات فنية عالمية مثل "رودولف يانسن" من بروكسل و"آرندت" من برلين، و"ذي بيس غاليري" من نيويورك، ولندن، وبكين و"غاليري أليكساندر غري أسوشيتس" من نيويورك بعرض أعمال فنية ذات جودة عالية، فيما أعلنت غالبية الصالات المشاركة عن مبيعات قوية، وعلى رأسها صالة "أثر" السعودية مديرة عام "آرت دبي 2012" أنتونيا كارفر، قالت ، إن المعرض يواصل خطواته الراسخة وإنجازاته ، إذ استطاع هذا العام أن يوسّع رقعته الجغرافية متعدّياً حدود منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا انطلاقاً من قناعته الراسخة ورسالته الطموحة بتوثيق صلته بالحركة الإبداعية والصالات الفنية حول العالم واجتذاب المزيد منها على مدار دوراته المتعاقبة. أما بشأن المستقبل، فنتطلع نحو الفن المعاصر في أفريقيا بآفاقه وتجلياته المختلفة، لاسيّما أن منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا يجمعهما الكثير على صعيد الثقافة والتاريخ والتراث". وختمت كارفر حديثها في بيان صحفي قائلة: "آرت دبي" انطلق من منطقة الشرق الأوسط التي توطّد عاماً تلو آخر مكانتها كأحد المراكز الثقافية والإبداعية في العالم ونأمل أن تشكِّل مثل هذه الفعاليات حافزاً آخر لإثراء الحركة الثقافية والإبداعية الإماراتية والشرق أوسطية". صالة «أثر» التي سجلت مشاركتها السنوية الرابعة على التوالي ضمن فعاليات معرض «آرت دبي»، ضمت عددا من أعمال ومشاريع الفنانين: إبراهيم أبو مسمار، وأيمن يسري ديدبان، ومساعد الهليس، ومها ملوح، والحاج نور الدين مي غوانغ جيانغ من الصين، ورؤوف رفاعي، وناصر السالم، وجوهرة آل سعود، وراشد الشعشعي، وسامي التركي، وصديق واصل، وشادية عالم. المؤسس المشارك لصالة "أثر" حمزة صيرفي، أكد في تعليقه على هذه المشاركة، أن "أثر" تلتزم بعرض أعمال فنانين ناشئين ومرموقين تجاوزوا حدود التعبير الفني ويمثلون مختلف وجهات النظر والحقائق والآراء التي تعكس واقع الشرق الأوسط. ومن جانبه قال شريكه في تأسيس صالة "أثر" محمد حافظ "هناك اهتمام إقليمي ودولي كبير بالمشهد الفني في السعودية مؤخرا، و"آرت دبي" يوفر لفناني صالة أثر منصة فنية هامة تمكنهم من عرض أعمالهم للعالم"، مضيفا أن أثر "تتشرف بأن تساهم في تعزيز انتشار وشهرة بعض الفنانين السعوديين الأكثر تأثيراً وتعبيراً عن جيلهم. وبوصفه نحّاتا ومراقبا متحمسا للتحولات والمشاعر الإنسانية، حوّل صديق واصل اهتمامه إلى حالة الحب الأزلية عند الإنسان في "روميو وجوليت"، ضمن مجموعته "عشاق مشهورون"، التي تصور المحبين منذ فجر التاريخ، لتمثل أساطير الحب والغرام في كل الثقافات. كما استوحت الفنانة جوهرة آل سعود مجموعتها "عُقد" من المشربيات التقليدية، التي هي عبارة عن مناخل خشبية متقنة الصنع تفصل ما بين المساحات الخاصة والعامة في العمارة الإسلامية. وتصور مجموعتا رؤوف رفاعي "دراويش" و"سيرك الحياة"، اللتان هما انعكاس نقدي للمجتمع، الظروف القاسية التي يعيشها المجتمع. وفي مجموعتيه "القبة الخضراء" و"المبخرة"، أعاد إبراهيم أبو مسمار خلق الأشياء في حياتنا اليومية بهدف طرح سؤال عن جوهر هويتها، وتستكشف منحوتاته الواقع المدرك وتنجح في التأثير على حياتنا على المستوى العاطفي واللاشعور. أبو مسمار أوضح في حديثه ل"الوطن" أن عمله "المبخرة" يأتي لتكريس الحب والسلام في أزمنة الحرب والخوف، مشيرا إلى أن الفكرة الأساسية لهذا العمل تتجسد في تحويل قذيفة حقيقية كانت مصنوعة للتدمير، إلى مبخرة تدل على المحبة وثقافة الكرم، لتصبح فواحة برائحة الطيب بدلا من رائحة البارود والموت.