لا أعرف من هو صاحب فكرة إدخال سيرة ماجد عبدالله إلى مقررات وزارة التربية، ولكني أجزم بأنها فكرة موفقة إذا نظرنا إلى الأمر بموضوعية، لدينا جيل كامل يعشق غالبيته الرياضة ونجومها ومهمتنا في ذلك أن نعلمهم ما هي الرياضة وأيهم يصلح أن يكون قدوة صالحة لهم في هذا المجال، وفي هذه الخطوة تقدم لهم الوزارة صورة عز وجودها في الوقت الحاضر للاعب الكرة الحقيقي الايجابي والنموذج الذي يفترض أن يكون في ملاعبها المدرسية أو في الملاعب الأخرى وهي هنا يفترض أنها تقدم درسا تربويا وليس عرضا لماجد عبدالله كلاعب فقط، ماجد خير مثال لمن يجمع بين المهارة العالية والإبداع والتمسك بأخلاقيات الرياضية، بعد أن أفسد البعض الرياضة كنشاط إنساني محبب! ماجد صاحب الأهداف الرائعة مع ناديه والمنتخب ويكفيه أنه هو الذي (كسر الطقم الصيني) ومازلنا نحلم بان يعود ذلك الزمن الجميل الذي نجد منتخبنا يكسر فيه الأطقم بدل أن تتكسر الأحلام على صخور الإخفاق ونتمنى أن يرفف الأخضر منتصرا بأيدي عشاق المنتخب ولكن الأماني شي والواقع شي آخر. ماجد لاعب مبدع في مجاله وتقديم نماذج من المبدعين للناشئة هو أمر مهم لأننا نلامس ونقترب من اهتمام هذا الجيل ونصل مباشرة إلى قائمة المفضلة لديهم، ثم إن ماجد رياضي خلوق غير متعصب، ونحن الآن بأمس الحاجة لكي نؤسس فكر جديد ونظيف بعد أن أفسد بعض المنتسبين للإعلام الرياضي وبعض رؤساء الأندية فكرة التشجيع وشحنوا الأجواء بالتعصب الذي ربما تتسع بعد ذلك دائرته لتشمل باقي نواحي الحياة التي نحن فيها في أمس الحاجة لان نضع كل قضايانا على طاولة الحوار، ومن يتربى على التعصب كيف له أن يتحاور ويفتح عقله لآراء الآخرين! والتعصب إذا ولج إلى عقول الشباب اخرج الحوار من نافذة العقل! من يستمع إلى بعض التصريحات أو الكتابات يجد أننا نتعمد تلقين شبابنا العصبية الرياضية ونبعدهم عن منهجية الرأي والرأي الآخر ونعلمهم من خلال دروس لبليلة على القنوات الفضائية عدم الاعتراف بالحقيقة بل الغمز واللمز باللاعبين وبالحكم الوطني مما جعل الأخير خارج حسابات الثقة فيه.. وأي وطنية نعلمها لشبابنا إذا كنا ننزع الثقة عن الحكم الوطني والذي كان لبعضهم مساهمة في كاس العالم والمحافل الدولية الرياضية ولكننا بإصرار البعض بأن الحكم السعودي ليس ثقة جعل الآخرين يسقطونه من كشوفاتهم الدولية ! لقد استحق ماجد التقدير في أكثر من محفل وتكريمه بوضع سيرته درسا في مقرر يؤكد أن المبدع ومن يخدم مجاله سيجد التقدير والاحتفاء وما يزال ماجد رغم اعتزاله قبل عدة سنوات يملئ الساحة الرياضية بحضوره. لقد تمتع ماجد عبد الله بصداقات مع نجوم آخرين في نادي الهلال والشباب وغيرهم من الأندية، لهذا فهو يجسد الروح الرياضية التي يجب أن نحرص عليها، فالمنافسة داخل الملعب شيء والعلاقات الأخوية والإنسانية شي آخر استثمرها ماجد وحرص عليها حتى الآن ! وزارة التربية وقد بدأت بإدخال سير النجوم والمبدعين ينتظر منها أن لا تكتفي باللاعبين فهناك الكثير من الرجال والنساء (القدوات) كل في مجاله، ولدينا علماء دين يستحقون أن تتضمن المناهج سيرهم، وهناك نماذج وطنية رائعة من الأطباء والمثقفين والأدباء والسياسيين والاقتصاديين والمخترعين وغيرهم، لكن في مثل هذه السير يجب أن نركز على إبراز الجانب السلوكي والأخلاقي بالإضافة إلى التخصص للشخصية المقدمة لأننا نقدمهم كقدوة في مقرر تعليمي لوزارة التربية والتعليم.