هناك من أدخل وزارة التربية والتعليم في أتون التعصب الرياضي من خلال انتقائية أسماء رياضية وإقحامها في مناهج التعليم. فمعلوم أن اسم أي لاعب كروي مهما كان تاريخه وإنجازه هو موضع خلاف. فإذا كان سامي الجابر صاحب أكبر إنجاز كروي سعودي عالمي هناك من يختلف حوله. فما بالكم لمن هم دونه..!؟ بعيدًا عن إنجازات اللاعبين على مستوى أنديتهم وحب جماهيرهم وأنديتهم لهم الغامر والكبير فإن الإنجاز الأكبر يكون بمقياس ما يتحقق على الصعيد الدولي والعالمي الذي يرفع من اسم الوطن في المحافل الدولية. فمثلاً سامي الجابر هو اللاعب السعودي والعربي الوحيد الذي لعب أربعة مونديالات وهو اللاعب السعودي والعربي الوحيد الذي سجل أهدافًا في ثلاثة مونديالات وهو السعودي والعربي الوحيد الموجود اسمه ضمن مجموعة مختارة من نجوم العالم تم تدوين أسمائهم في سجلات تاريخ الفيفا ممن سجلوا أهدافًا في نهائيات كؤوس العالم يفصل بينها اثني عشر عامًا. وأمام هذه الإنجازات العالمية التي لم يرها أو تجاهلها من اختصر النجومية الرياضية في لاعب ناديه المفضل ماجد عبد الله وجعل منه النموذج الذي يجب أن تقرأ الأجيال سيرته..!! أنا لا أطالب بأن يكون سامي الجابر هو النموذج الوحيد -وهو يستحق- في مناهج التعليم ولكن أطالب بالتوازن لنعلم الأجيال التنوع في النماذج والتنوع في الاختيار ونعلمهم احترام الرأي الآخر، وعدم فرض وجهة نظر واحدة عليهم لموضوع قابل لتعدد الآراء واختلاف وجهات النظر؛ لأن أسماء اللاعبين شئنا أم أبينا سيتعامل معها الجميع سواء كانوا طلبة أم معلمين أو أولياء أمور وفق ألوان الأندية. لذلك كان حريًا بمن أقحم اسم ماجد عبد الله وجعله وحيدًا في المناهج أن يتخلى عن تعصبه وميوله وألا يفرض لون ناديه ونجمه المفضل على الأجيال وألا يقحم وزارة كاملة في أتون التعصب؛ لأن هذا الأمر ينسف نصف نشاط الوزارة وهو التربية. فليس هناك لاعب متفق عليه من الجميع سواء كان ماجد عبد الله أو سامي الجابر أو غيرهما، لقد كان كم الواجب على تربويي وزارة التربية والتعليم أن يكونوا هم أول من يتنبه لذلك وأن يكونوا هم من يقود المجتمع من خلال النشء نحو احترام تعددية الآراء، وأن تكون المناهج معززة لمبادئ الحوار الوطني التي يقودها خادم الحرمين الشريفين والقائمة على احترام الرأي الآخر، لا أن يكونوا جزءًا من المدرجات المتعصبة التي لا ترى إلا ألوان ناديها ونجوم ناديها فقط، وألا يجعلوا محتوى المناهج صدى لهتافات المتعصبين.