حينما يتأمل الشخص حاله في يومه وليلته بل وساعته ودقائقه يجد أنه دائم الصلة بالله سبحانه وتعالى وذلك لا يخفى على من تحرى هدي رسول الله وإن هذا لمن نعم الله على هذه الأمة ليعظم له الأجر، كيف ذلك؟ ألم تر أن الشخص حينما يستيقظ من منامه أول ما يبدأ به ذكر الله «الحمد الله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» ثم يستيقظ ليتوضأ لصلاة الفجر فيقول عند الوضوء بسم الله وبعد الانتهاء أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين». ثم يتجه لأداء الصلاة قائلاً دعاء الذهاب إلى المسجد «اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا....» الحديث. ثم يبدأ بدخول المسجد قائلاً بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك «ثم يصلي ويبدأ بالخروج قائلاً «بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رزقك اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم» وبعد ذلك يشرع في أذكار الصباح والمساء ثم في الطعام إن لم يصبح صائماً فيقول بسم الله وبعد الإنهاء «الحمد الله الذي أطعمني وسقاني وآواني وكفاني بغير حول مني ولا قوة». وبعدها يشرع في الخروج من المنزل قائلاً «بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي» خارجاً في سبيل الله ضارباً في الأرض طالباً لقمة العيش الحلال ليطعم بها نفسه وأهله وأولاده ولا شك أنه في عبادة يؤجر عليها طالما يسعى ويمشي في أرض الله ألم تسمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «حتى اللقمة يضعها في فم امرأته يكون له فيها أجر» الله أكبر ما أعظم فضل الله على عباده ثم تدركه صلاة الظهر فإذا هو يسمع المنادي ينادي أن «حي على الصلاة» «حي على الفلاح» فيقول ملبياً غير متردد سوف أُجيب النداء ولكن لا حول لي ولا قوة فيطلبها من ربه ويتذكر فضل ربه الكريم الجواد فينهض ويترك ما في يده ولو كانت لقمة عيشه وعيش أبنائه ويتوضأ ويتطهر ليستعد للوقوف بين الكريم الرحمن بعد الآذان فيطلب منه الفضل والإحسان لأنه يعلم أن ربه يستحي منه أن يرده إن هو سأله في هذا الزمان فيصلي الظهر ويستعيد نشاطه وقوته ضاربا في الأرض طالباً الرزق، حتى يدركه الآذان فيعود كما كان وإذا به ينظر في يومه الذي قضاه في طاعة الرحمن بتلاوة الأذكار أذكار المساء ليحفظ بها من العدو والشيطان فيصلي المغرب ثم العشاء ويعود من الغد كما كان فهذا يوم المسلم لا يضيع منه لحظة من الزمان ذلك بإخلاص النية في كل شيء للرحيم الرحمن. فالأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فالمسلم يخلص نيته لله في كل أحواله لينال بذلك الأجر من الله فما يعمل إلا ما يرضي الله ويترك كل ما حرم الله سواء في كسبه أو تعامله مع غيره.