إلى أي جانب نقف فيما يتعلق بالاشتباكات التي وقعت مؤخرًا بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في غزة عندما شنت إسرائيل هجومًا إرهابيًا قتلت فيه زهير القيسي، السكرتير العام للجان المقاومة الشعبية، و بررت تل أبيب ذلك بأنه كان يخطط لشن هجوم إرهابي. وقد انتقم الفلسطينيون لهذا الهجوم بإطلاق 300 قذيفة صاروخية على إسرائيل، جرح فيها 23 إسرائيليًا. وردت إسرائيل بقتل 35 فلسطينيًا وجرح 74 آخرين. إسرائيل اعترفت بأنها استخدمت سلاحها الجوي في تلك الهجمات، ولكن في أي مواد القانون الدولي يكون مسموحًا باستخدام عنف بلا تفرقة من ذلك النوع ضد مناطق يسكنها مدنيون؟ وهل استخدام الطائرات العسكرية ضد الأطفال لا يمثل جريمة حرب؟ الإعلام العالمي السائد (الذي تم شراؤه) يصمت مرة ثانية بشأن تلك الانتهاكات، بالطبع بسبب أنه كلما تفعل إسرائيل شيئًا فإن الكل يحوّل وجهه بعيدًا، أو عندما يصرح أي مسئول إسرائيلي بشيء فإن الكل يصمت تجاهه وينكرونه ويتم حذفه من شبكة الإنترنت. الرقابة لم تعد موجودة فأصبح هناك شيء اسمه حرية الصحافة وحرية التعبير، لذا إذا كانت إسرائيل تستخدم طائرات عسكرية لقصف المدنيين، فمن حق العالم كله أن يعلم بشأن ذلك.الملاحظ في ذلك هو أن توجيه النقد لإسرائيل لا يعد معاداة لليهود، وأنا أستخدم عبارة معاداة اليهود لأن عبارة معاداة السامية مجرد سفسطة؛ ف»الشعوب السامية» هي تلك التي تتحدث اللغات السامية، بما في ذلك العربية، كما أنني لا أستخدم كلمة «عرقي»أو عنصري لأن اليهود ليسوا عرقًا فهم أعراق مختلفة، فمنهم الكثير من اليهود الذين يعتقدون في التعايش السلمي، وقامت الأممالمتحدة برعاية العديد من البرامج التي تنظم برامج رياضية مشتركة ومناظرات مشتركة أو نشاطات ثقافية مشتركة، ويفضلون توجها تنمويًا وليس سياسيًا يستطيع فيه الأولاد والبنات الفلسطينيون واليهود أن يشكلوا رابطة وعلاقة صداقة. ألا يمكن أن تكون العملية أكثر سهولة إذا قبل أعضاء المجتمع الدولي حماس كسلطة منتخبة في غزة وألا يمكن أن تكون المحادثات أكثر سهولة إذا ما قامت إسرائيل بوقف بناء المستعمرات على أراض لا تمتلكها، وإذا ما بدأت إسرائيل أن تقوم على مراحل زمنية بتفكيك المستوطنات التي بنتها بالفعل، وتقوم بدفع إيجار للسلطة الفلسطينية نظير استخدام أراضيها؟ لماذا لا يقوم أحد في المجتمع الدولي بإثارة مثل تلك القضايا ولماذا يغمض الجميع أعينهم عندما تخرق إسرائيل القانون؟ هل هناك وجه ما من السياسات الدولية غفلت أنا عنه، يشرعن للانتهاكات؟ * (البرافدا) الروسية