فاصلة: (لا يعدم القبعات صاحب الرأس الجيد) - حكمة صينية - ربما لا يشغل بال المتلقّي أن تأتيه رسالة بريد إلكتروني بها بعض روابط لأخبار ومقالات وسط مئات الرسائل التي تصل بريده الإلكتروني، لكن الأمر يختلف حين يكون المرسل هو باحث في المجال الإعلامي ولديه درجة الماجستير في تخصصه الأكاديمي، وفوق ذلك رسالته في الماجستير عن الإعلام الجديد في السعودية «دراسة تحليلية في المحتوى الإخباري للرسائل النصيّة القصيرة»، لم تكن الرسالة البريدية أو الإخبارية التي يرسلها الزميل «سعد بن محارب المحارب» عبارة عن روابط لأخبار أو مقالات بل إنها تكاد تكون نشرة يومية تحتوي على مختلف الفنون الصحفية بجانب الملفات المرئية لأحداث مهمة، ولأجل أن يهتم المتلقّي بهذه المواد يقتطع «سعد» جزءاً من المادة نفسها ليسبق به الرابط. اختيار الروابط عملية ليست سهلة فقد كان يتضح من الاختيارات أن «سعدا» يحاول أن يقدم صورة عن أحداث اليوم المحلية والعربية وهو يعتمد في الاختيار على أهمية الحدث أو غرابته، كما أنه أحياناً يجمع أكثر من رابط لحدث أو موضوع واحد. وميزة اختياراته أنها حيادية بحيث لا يمكن للمتلقي من خلالها أن يتعرف على هويته وهذا برأيي خاصية مهمة في نقل المعلومات. تجربة هذه الرسائل الإخبارية امتدت لسنوات وفي بداياتها كانت بالنسبة لي جرعة يومية أساسية حيث أعيش خارج البلاد للدراسة ويهمني أن أتعرف على أكثر من مجرد أخبار عن بلدي، وقد كانت الروابط تعطي صورة واضحة عن أحداث الساعة. حاولت أن أبحث عن تعريف مهني محدد لما يصلني على مدى سنوات من روابط تحتوي على منوعات من الفنون الصحفية في استمرارية لا تنقطع يوما، لكني لم أستطع أن أحدد هل هذا الشكل نشرة إخبارية أو صحافية أو مجلة إليكترونية، لكنني أتوقع أن هذا شكل جديد من أشكال الأخبار وليس التحرير الصحفي ربما يتمخض عنه أفكار لدور الإنترنت في نقل المعلومات من قبل الصحافيين الذين ربما تدريجياً يتحولون في زمن الإعلام الجديد إلى أكثر من معدّين للمادة الصحافية ليسو جميعا إنما من تميّز منهم بالفكر الحر.