فاصلة: ((العصفور الذي يوسخ عشه عصفور حقير)) - حكمة عالمية - لا أفهم كثيرا في السياسة مع أن ثورات الربيع العربي أقحمت حتى أطفالنا في عالم السياسية، لكنني أفهم أن لي وطنا لا يُباع وأرضا لا تُضام. وأفهم أن أي مواطن هو مسئول عن كرامة وطنه وأن المرحلة الحالية تقتضي أن نكون أكثر وعيا في التعامل مع الأحداث يوم الجمعة الماضية وصلتني صباحا رسالة عبر البلاك بيري من إحدى الصديقات فيها رابط للدخول إلى الإنترنت، وليس من عادتي فتح الروابط كلها أو متابعة كل ما يصلني خاصة إذا كان قصص أو مقالات أو عبارات متداولة. لكن ما شدني هو العبارات المكتوبة «السعودية تشهد دخول الشيعة لعنهم الله عن طريق جسر الملك فهد والآن قوات الطوارئ تتجه للجسر وتبدأ القوات إطلاق النار على الروافض... ثم الرابط» حاولت أن أفتح الرابط فلم يكن ليفتح، دخلت على حسابي في «تويتر» ناقل الأخبار السريع فلم أقرأ شيئا أرسلت إلى صديقتي أخبرها أن الرابط مغلق وأنني أشك في صحة الخبر فأيدتني وأرسلت إلى المجموعة أن الخبر كاذب! وتبعا للقلق الذي اعتراني وشعوري بالخوف وأنا بعيدة عن وطني ومئات الأسئلة والاستفسارات فقد ارتبك وقتي وضيّعت أحد محاضراتي لأجل إشاعة! هنا أتساءل من الذي اختلق هذه المعلومة وبثها عبر مئات وآلاف الوسائط المتعددة؟ ربما السؤال الأهم لماذا؟ إن تعاملنا مع أجهزة البلاك بيري ورسائل البريد الإلكتروني تفتقد إلى الوعي الحقيقي بأهمية الخبر وتناقله. هذه الأجهزة صَنعتْ من الجميع صحافيين يكتبون الخبر أو وسائل إعلامية تنشره، لكنها لم تخلق الوعي الكافي في إدراك خطورة تداول الأخبار دون عرضها على العقل، وهو أمر يؤثر في تكوين المعرفة لكنه ليس دورها بل دورنا نحن. هذا مثال بسيط وهناك العديد من القصص المتداولة في البريد الإلكتروني وأجهزة «البلاك بيري» و»الآيفون «تحمل في طيّاتها تحريض على الطائفية وإثارة النعرات لكن للأسف يتناقلها الناس بشكل ساذج دون إدراك لمسئولية كل من كتب حرفا أو تداول خبرا دون فهم للمحتوى وتأثيره.