رو سيا يا روسيا الخشبية يا روسيا الغير مستحمّة يا بلاد العبيد ومعاطف الجند إن رعباً أسود يتسكع فوق التلال ويصبّ في سهولك شحناء اللصوص. لقد حان اختفائي عن أوجه أوباشك خلف جبال النسيان. * * * روسيا. يا روسيا أيتها الوسخة الأذنين لماذا لا تسمعين غنائي فأنا مغنيك وحامي حماك وقاطع الطريق السهوبي الجلف وسارق الخيول لذلك سأحمل بلطتي وأمزّق الظلام لأرى وجهك المضيء، لذلك سوف أهادن الرياح لنرى وجهك لأنها صعلوكة مثلي. * * * هكذا قال شاعر روسيا الكبير (يسنين) الذي انتحر لأنها لم تسمعه ولأنها بالفعل (وسخة الأذنين) و(غير مستحمة) حقاً فهذه الدولة التي (خدعت) التاريخ بنظرياتها البراقة (التي تقف مع الشعوب زعماً ضد الاضطهاد) والتي تقف بصف (الفقراء والعمال والكادحين)!! والدول الفقيرة والتي تدعي صداقة الشعوب المتطلعة للحرية. أقول: إن روسيا تلك (الوسخة) الأذنين لم تُصغِ للشعب السوري المتطلع للحرية والمضطهد والكادح ولم تعبأ قبلاً بألوف الضحايا المخدوعين بها وبنظرياتها تلك الضحايا التي ملأت سجون العالم الثالث ناهيك عمن تشردوا أو ماتوا بسبب مثاليتها الكاذبة، وروسيا (اللامستحمة) لم تقف مع أصدقائها العرب (خصوصاً مصر وسوريا) في حروبها ضد إسرائيل بينما كان أصدقاء إسرائيل -الأمريكان- يمدون جسوراً جوية لحسم المعركة لصالح إسرائيل. ولم يتعظ العرب بذلك! وروسيا لم تقف مع حلفائها السابقين في حرب البلقان ولم تحاول إنقاذ النظام الليبي السابق ولم تستخدم الفيتو إلا ضد الشعب السوري والوقوف مع أسوأ نظام دموي في التاريخ المعاصر يبيد شعبه علناً وأمام العالم كله، وفوق هذا وذاك يدّعي ذلك النظام الكاذب الأشر أنه يقادم (مخربين يتآمرون) على عروبة سوريا (!!) في الوقت الذي تتواصل مظاهرات الشعب السوري العربي الأبي كله من أقصى سوريا إلى أقصاها ضد هذا النظام. فهل يريد رئيس هذا النظام أن يقنع العالم (كله) أن الشعب السوري (كله) يتآمر على الشعب السوري (كله) بينما هو (وحده) يريد أن يقمع مؤامرة الشعب ضد نفسه.