لا أعرف من أين جاءتنا هذه (الفوبيا) بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكتم الحريات؟! وتتجنى على الأشخاص وتتدخل في شؤونهم الشخصية؟! ولماذا هناك من يعزز مثل هذه النظرة في مجتمعنا؟! بكل تأكيد لا أبرئ بعض المنتمين لجهاز (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والمحسوبين عليه من ارتكاب أخطاء قد تساعد في تولد مثل هذا (الشعور) بيننا، لكنها تبقى ممارسات خاطئة وتجاوزات قام بها (أفراد أو موظفون) يحكمهم النظام في نهاية المطاف، وبإمكان كل من تعرض لمثل هذا النوع من الظلم أو التجاوز في استغلال السلطة أن يثبت حقه أولاً ثم يطالب به وفق القنوات النظامية والرسمية التي تكفل له بكل تأكيد الحصول على حقه الذي يطالب به من الموظف الذي اعتدى عليه، فمثله مثل أي موظف آخر تجاوز أو استغل السلطة في أي دائرة حكومية أو خاصة..!! المؤلم أن أخطاء الهيئة باتت (لقمة شهية) يسيل لها (لعاب) بعض الإعلاميين ليجد فيها فرصة لمزيد من (الشهرة) كونها ستبقى (قضية مثيرة وجدلية) تعتمد على السماع من (طرف واحد غالباً) مع غياب التفاعل وفتوره وبطئه من الطرف الثاني، وهنا مشكلة طالما أن (الهيئة) تصم اذانها عن المطالبات بالتفاعل مع القضايا التي يطرحها الإعلام من خلال (إنشاء غرفة صحفية) لهذا الغرض..؟! بكل تأكيد (نظام الحسبة) الذي يحافظ على كينونتنا (كخير أمة) لم يولد لكبت حريات الأفراد، إنما جاء للحفاظ على (الآداب والأخلاق الحميدة) والحث عليها، ونحن نلمس تغيراً وتجدداً ملحوظاً في سلوك (رجال الهيئة) وسماحتهم منذ تولي الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ (زمام الأمور) في هذا الجهاز. تحدثت مع (معاليه) عدة مرات ولمست البساطة والتجاوب والأريحية في التعاطي مع الإعلام، وإن كان الرجل للأمانة (لا يحب الأضواء) ويتمنى أن تكون التغيرات نحو الأفضل والتجديد هو (اللسان الناطق) والمعبر عن (صورة الهيئة الجديدة)، وإن لم تكن (الأفكار المتسامحة) التي يحملها ويحاول أن يترجمها (سلوكاً عملياً) لكل أفراده في الميدان (مرضية للبعض) أو (مُحمسة) ليتفاعل معها الجميع داخل الهيئة نفسها قبل أن يلمسها الجمهور في الخارج..؟! إلا أن (المهمة جسيمة) وتحتاج لحزم وضبط حتى يلتزم جميع أفراد (بدورهم الحقيقي) المنتظر منهم للإصلاح دون تجاوز للأنظمة والمعايير الواجب (الانتباه لها) عن أداء هذه الرسالة حتى لا يفشل (المشروع النير) الذي تسعى الهيئة لتحقيقه..! ولعلي هنا أهمس في أذن (معاليه) لأطالبه بعدم إغفال (شريحة مهمة) وذلك عبر العمل على تصحيح (صورة الهيئة) في أذهان الصغار من أفراد المجتمع (أولاً) من خلال (حملات إعلامية) تغير ما أصاب صورة الهيئة (من غبش) خلق نوع من (الفوبيا) عند رؤية رجل الهيئة خصوصاً مع (التطورات الجديدة) بفتح أبواب المجمعات التجارية أمام العزاب وغيرها وما قد يتبعها من (صور) سيشاهدها الصغار المرافقون لأسرهم (عياناً بياناً) عند منع المتجاوزين..! من وجهة نظري أن الأمر في (غاية الأهمية) لإيضاح الصورة كاملة في (ذهن الناشئة) من الجنسين، حتى لا نساعد في نشوء هذه (الفوبيا المصطنعة) بسبب (الفعل وردة الفعل) في عقول وأذهان هؤلاء..!! أما ما يحدث بين (الكبار) فتلك حكاية أخرى..! وعلى دروب الخير نلتقي.