تلاوة القرآن الكريم وتعليمه من أحب الأعمال إلى الله -تعالى-؛ لأن الله -تعالى- أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأمر أمته معه بتعلم القرآن الكريم وتلاوته، فقال -جلّ ذكره-: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ} [الكهف: 27]،ثم علّم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل غضّاً طرياً كما أنزل، ومن ثم تناقل كل جيل تعلم القرآن الكريم وتعليمه؛ لأن حياة المؤمن لا تقوم إلا بالقرآن وهدايته، وقد وعد الله سبحانه بذلك فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 29-30]، وقد كان هذا منهج السلف الصالح في تعلم القرآن أنهم جمعوا بين العلم والعمل به، وكانوا لا يتجاوزون الآيات العشر حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، ولذلك ظهر أثر القرآن في حياتهم وفي أقوالهم وأفعالهم. ونحن مطالبون في تعلمنا للقرآن أن نسير على هذا النهج القويم في تعلم القرآن لا أن يكون تعلمه تعلماً لا عمل معه ولا اهتداء، بل علم وعمل كما فعل أسلافنا رضي الله عنهم. كما أن تعليم القرآن من أعظم الأعمال وأشرفها وأجلّها عند الله، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم وحثً على تعلم القرآن وتعليمه، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فمن تعلم القرآن وعمل به فقد نال خيراً عظيماً وأما مَن تعلم القرآن وعلّمه فقد تحصل على الخيرين وقد سبق من اكتفى بتعلمه فقط، فالخيرية هنا جاءت من النبي صلى الله عليه وسلم لمن جمع العلم والتعليم. رزقنا الله تعلم هذا القرآن وتعليمه ووفق الله القائمين على ذلك لك خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. * الأستاذ المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة