اندلعت اشتباكات «هي الأعنف» من نوعها في العاصمة السورية دمشق فجر أمس الاثنين بين القوات النظامية ومنشقين عنها في حي المزة، مما أدى إلى سقوط 84 قتيلاً بينهم 50 من قوات النظام، قبيل وصول البعثة المفوضة من المبعوث الدولي كوفي أنان لإجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف. وأفاد نشطاء في المعارضة السورية، أن دوي إطلاق نار وسلسلة انفجارات سمعت في ساعة مبكرة من أمس في العاصمة دمشق. ونقل موقع سورية المستقبل عن نشطاء قولهم: إن الاشتباكات التي وقعت بين الأمن والجيش السوري الحر في حي المزة غرب دمشق أسفرت عن سقوط 84 قتيلاً بينهم 50 من قوات النظام و159 مصابًا. وكان الموقع قد قال في وقت سابق: إن عشرات المصابين من عناصر الأمن والشبيحة تكسوهم الدماء يدخلون إلى مستشفى المواساة وأن سيارات الإسعاف تتوجه إلى المزة ولكن دون أصوات. وأكّد ناشطون سوريون أن القوات النظامية تشن عمليات دهم واعتقالات، وتقوم بإغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق التي شهدت مواجهات دامية بين القوات النظامية والمنشقة في وقت سابق أمس. وقال هيثم عبد الله: إن القوات الحكومة دخلت الآن حي القابون وتقوم بتفتيش المنازل بحثًا على المنشقين الهاربين. وأضاف أن حافلات تقل شبيحة النظام دخلت الحي وبدأت عمليات اعتقال عشوائية. وتأتي اشتباكات أمس بعد أن شهد مطلع الأسبوع الجاري مقتل العشرات في سلسلة من الهجمات في دمشق وحلب. الى ذلك، أفادت قناة الإخبارية السورية أمس أن «مجموعة مسلحة» قامت باختطاف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان التابعة لريف ادلب (شمال غرب). وبعد ساعات من وقوع الاشتباكات الدامية، وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا امس في محاولة لوضع حد لأعمال العنف الدامية في هذا البلد، حسبما أعلن الناطق باسمه. وقال أحمد فوزي: إن «الوفد وصل بالفعل» موضحًا أنه يتكون من «خمسة أشخاص يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة». لكنه رفض تقديم المزيد من التفاصيل حول برنامج زيارتهم مكتفيًا بالقول: إنهم سيلتقون مسؤولين سياسيين كبارًا في وزارة الخارجية السورية. من جهة أخرى، أكَّد مسؤولون من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود أن سفينة روسية تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب وصلت إلى ميناء طرطوس السوري أمس الاثنين. وأوضحت وكالة أنباء «إنترفاكس» أن السفينة العسكرية انضمت إلى سفينة استطلاع ومراقبة التابعة للبحرية الروسية موجودة بالفعل في طرطوس. ونقلت الوكالة عن مسؤولين في البحرية أن هدف روسيا من وجود السفينة والقوات في الميناء السوري للمساعدة إذا تطلب الأمر إجلاء المدنيين الروس من المنطقة. وعلى صعيد آخر مدد الرئيس السوري بشار الأسد بموجب مرسوم أمس مهلة الترشح إلى انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها في السابع من مايو، لغاية الأربعاء 28 مارس الجاري. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «أصدر الرئيس بشار الأسد أمس المرسوم رقم 120 للعام 2012 القاضي بتمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 لمدة أسبوع بدءًا من 22 مارس».