إهداء خاص للصديق الدكتور هلال بن محمد العسكر، الذي رآني في المنام ألقي قصيدة في التلفزيون عن دمشق، وكان يردد خلفي أبياتها، وكانت تلك الرؤيا بمنزلة الشرارة التي أشعلت نار هذه القصيدة: دمشق تصرخ - فينا- أين عشاقي وأين من أشعلوا -بالحب- أحداقي..؟! كنتم تجيئون - نحوي- من عواصمكم ومن قراكم.. فترتادون آفاقي وتبحثون عن الزيتون في جبلي وعن مفاخركم ما بين أوراقي كنتم تحبون أعنابي، وفاكهتي وتلتقون على أصناف أطباقي أنا دمشق التي كانت قوافلكم قبل النبي - تُرى صيفاً - بأسواقي وقاسيون - لكم - في سفحه أثر وفي مضايا - لكم - أشعلت أشواقي أنا التي كنت - حين الجوع - بيدركم والله يعلم إنفاقي، وإغداقي يا حادي العيس.. قل للقوم: رِحْلتهم ما بالها انقطعت في حين إملاقي..؟! عِرْضي يدنَّس - بين الخلق- واخجلي شبِّيحة الوغد.. قد عاثت بأخلاقي اليوم يفعل (جزَّار)، وزمرته كلَّ الفواحش في مجدي، وأعراقي..! أنا دمشق التي فاضت قصائدكم بروعتي، وتغنيتم بترياقي فأين أنتم - أحبائي - وقد بطشت هذي الطواغيت في ذبحي، وإحراقي..؟! آهٍ.. على شرف يغتاله نَزِقٌ في الشمس.. والأهلُ في صمت، وإطراق..! ابن الوليد ينادي تحت تربته في حمص.. يا قومنا فلتدركوا الباقي..! يا قوم.. إني- هنا- يا قوم جائعة الفرس قد نهبوا مالي، وأرزاقي يا قوم.. إني - هنا - يا قوم عاريةٌ يمزِّق الفرس أثوابي، وأطواقي..! جحافل الفرس قد داست على كبدي والذُّل يعرش في رأسي، وفي ساقي..! أبكي على شرف قد ضاع بينكموا فما لكم من عذاب الله من واقي عامٌ مضى.. وأنا - للعار- ماثلة دمي يسيل، ودمعي كاد إغراقي إن لم تكن نخوة تأتي لتنقذني فلست أطمع في عطف، وإشفاقي..! لا تلجؤوا لرعاة الأمن.. إن لهم معي أقاصيص.. لا ترضى بإيراقي..! ولا تزيدوا بيانات مثبِّطة للعزم.. إني سيأتي يوم إشراقي..؟! أنا دمشق.. سيحمي الله جوهرتي وسوف يظفر ثوَّاري بإطلاقي لا تقلقوا.. إنني الفيحاء لي نَفَس يظل ينبض في أعماق أعماقي..! لا تقلقوا.. شجر الزيتون يحرسني عليه وقَّعت- بعد الله- ميثاقي