أشارت المستشارة الحقوقية والمشرفة على الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان سهام المعمر إلى أن المرأة هي السبب الرئيسي خلف انتشار ظاهرة العنف الأسري بالمجتمع السعودي. وذلك بسبب طريقة تربيتها لأبنائها وتنشئتهم على التجرد من المشاعر كونهم رجالاً، وتعليمهم فرض القوة والتسلط على المرأة، سواء كانت «أختا أو زوجة» واستساغة الضرب للتأديب وجعله حقاً مشروعاً لهم, مبينة أن أساليب التأديب التي يتيحها لهم المجتمع ويشجعهم عليها تمنحهم الحرية المطلقة في ممارسة العنف، إضافة إلى العادات والتقاليد التي تعد محفزات رئيسية للعنف الأسري. حيث إن الثقافة السائدة توجب على المرأة التحمل وهذا ما جعل المرأة تلزم الصمت وتحجم عن التبليغ. وأوضحت المعمر خلال المحاضرة التوعوية «حقوق المرأة والطفل» التي نظمتها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع قسم القانون بجامعة الأمير سلطان صباح أمس السبت بمسرح الجامعة احتفاء باليوم العربي لحقوق الإنسان، أن التمسك بالدين الإسلامي في الماضي كان درعاً لوقاية المجتمع من تفشي العنف الأسري رغم الجهل المنتشر في ذلك الوقت. منادية بأهمية فهم الرسائل الدينية وتطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة الأسرية. وجاءت المحاضرة بإدارة طلابية بحتة حيث شاركت طالبات قسم القانون بأوراق عمل تطرقن فيها للعنف ضد المرأة والطفل والذي يأتي نتيجة لسيطرة النظام الذكوري بآلياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. حيث تتشكل بعض العلاقات الأسرية من علاقة يسيطر فيها الذكر، في ظل سيادة النظام الذي يعطي السلطة المطلقة للرجل ويفرض على المرأة الخضوع بالقوة، مما يخلق علاقة غير متوازنة يظهر فيها التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على حد سواء وتعاني فيها النساء من الجريمة التي تقام بحقهن باستمرار باستخدام العنف بكافة أنواعه من عنف جسدي وجنسي ونفسي.