وسط تصعيد خطير تشهده الساحة السورية حالياً بالرغم من مرورعام كامل على الأحداث الدامية وعدم التوصل إلى حل جذري ينهي المأساة أصدر الرئيس السوري بشار الاسد أمس الثلاثاء مرسوماً يحدد فيه السابع من مايو القادم موعداً للانتخابات التشريعية فيما تحاول قواته السيطرة على مدينة ادلب (شمال غرب)وهو ما اعتبرته واشنطن أنه أمر مثير (للسخرية) في إشارة إلى الانتخابات وسط أعمال العنف. وبحسب وكالة الانباء الرسمية(سانا) كان مقرراً ان تجرى هذه الانتخابات في سبتمبر الماضي لكنها ارجئت بسبب الخطة الاصلاحية التي أعلنها الأسد في غمرة الانتفاضة الشعبية على نظامه. وسيتم عبر هذه الانتخابات انتخاب اعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الاول لعام2012. وصدر هذا الاعلان فيما كانت تنتظر المجموعة الدولية أمس الثلاثاء رد الأسد على (الاقتراحات الملموسة) التي قدمها له المبعوث الدولي كوفي انان خلال مهمته في دمشق في نهاية الاسبوع الماضي خلال الساعات ال24المقبلة. وفي حين طالب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان أمس ب(تحقيق دولي) في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وادلب. أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطران موقفاً عربياً ودولياً تجاه الازمة السورية بصدد التشكل الان حول الموقف القطري والسعودي. وطالب الشيخ حمد في مؤتمر صحفي عقده مع ضيفه بويكو بوريسوف رئيس وزراء جمهورية بلغاريا اطياف المعارضة السورية لترك خلافاتها جانباً. وقال ان (الاعتراف بالمجلس الوطني السوري قد تم في مؤتمر تونس، وكل ما نتمناه الان من باقي اطراف المعارضة ان يلتقوا وان يتركوا خلافاتهم جانباً وان يركزوا على كيفية مساعدة اخوانهم في الداخل). وفي حين جدد رئيس وزراء قطر دعوة النظام السوري الى ان يوقف القتل حتى يمكن الحديث عن حل)فقد أكد في الوقت نفسه أن (الموقف العربي والدولي يتشكل الآن حول الموقف القطري والسعودي)من الازمة السورية معتبراً ذلك (مصلحة عربية تحتم على الجميع ان يتفقوا). واضاف الشيخ حمد ان (هناك دولاً عربية كثيرة تؤيد هذا الموقف بدرجات متفاوتة). وقال العربي في بيان(ان ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وادلب وانحاء مختلفة من سوريا يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها ولابد من ان يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من احداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة. وبالتزامن، شدد الجيش السوري هجماته على معاقل المعارضة لاسيما في محافطة ادلب (شمال غرب) المحاذية للحدود مع تركيا. وقالت صحيفة الوطن المقربة من السلطات ان العملية الأمنية في المدينة (ادلب) انتهت في وقت قياسي وان عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع فرانس برس ان الجيش النظامي اقتحم اجزاء من مدينة ادلب حيث فرض حظراً للتجول مشيرا الى تعرض مناطق من محافظة ادلب للقصف لاسيما معرة النعمان. واضاف (الجيش ينتشر في المدينة وفي مناطق عدة في الريف، لكن لا يمكن القول انه يسيطر تماما على المناطق التي ينتشر بها، فهم يتواجدون على الطرق الرئيسية فقط ويتجنبون الدخول الى الاحياء فيما يعملون على تقطيع اوصال مناطق الريف من خلال الحواجز بين القرى). واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان القوات السورية أمس بأنها زرعت ألغاماً قرب الحدود مع لبنان وتركيا بامتداد مسارات تستخدم في الفرار من الصراعات في سوريا. ووثق تقرير المنظمة شهادات عديدة من شهود في تركيا ولبنان ومن داخل سوريا حينما رأوا جنوداً سوريين يزرعون ألغاماً.