حذّر تقرير للأمم المتحدة أمس الاثنين من أن الزراعة في المنطقة العربية تستهلك ما يصل إلى 90 في المئة من موارد المياه وبالرغم من ذلك يستورد العالم العربي نصف احتياجاته الغذائية بل وربما 70 في المئة من تلك الاحتياجات في بعض الدول. وأكّد تقرير الأممالمتحدة الرابع عن تنمية المياه في العالم على الضرورة القصوى للتعاون في المنطقة العربية بشأن الموارد المائية المشتركة. وقالت خولة مطر مديرة مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة أثناء الإصدار العربي للتقرير أمس: إن الكلفة الاقتصادية لنوعية المياه السيئة في المنطقة العربية تتراوح بين 0.5 في المئة و2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وأضافت أن الزراعة تستهلك ما بين 70 في المئة إلى 90 في المئة من المياه في المنطقة العربية لكنها تعجز عن توفير الاحتياجات الغذائية إذ تستورد المنطقة ما بين 40 في المئة إلى 50 في المئة من تلك الاحتياجات. وتصل النسبة إلى 70 في المئة في العراق واليمن. وحذّر التقرير الذي تصدره الأممالمتحدة كل ثلاث سنوات من أن استهلاك المياه في الزراعة على مستوى العالم قد يزداد بنسبة 19 في المئة بحلول عام 2050 وقد تزيد النسبة على ذلك ما لم تتحسن جودة الإنتاج الزراعي. وقالت مطر: إن التقرير الرابع يركز على مسألة إدارة المياه في ظل «المخاطر وعدم اليقين» محليًا وعالميًا في ظرف دولي يتميز بأزمات الاقتصاد والمال والطاقة والغذاء وتلوح في أفقه مخاطر التغير المناخي. وقال عبد العزيز زكي منسق برنامج علوم المياه في مكتب اليونسكو بالقاهرة: إن من المتوقع أن يشهد العالم العربي ارتفاعًا في درجة الحرارة يتراوح بين درجتين وأربع درجات خلال الأعوام الخمسين القادمة. وحذّر التقرير الذي جاء إصداره الدولي أمس أثناء المنتدى العالمي السادس للمياه في مرسيليا بفرنسا من أن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة العربية يهدد «بازدياد القحولة وتناقص رطوبة التربة ونسب بخر أعلى وتغيرات في التساقطات» بالنسبة للمطر. وقال: إن ازدياد تكرر فترات الجفاف يمثل أحد أبرز التحديات في المنطقة. وأشار إلى أن المغرب والجزائر والصومال وسوريا وتونس شهدت فترات جفاف مهمة خلال الأعوام العشرين الماضية. وقال: إن دورة الجفاف في المغرب كانت سنة واحدة كل خمس سنين قبل عام 1990 لكنها أصبحت بعد ذلك العام سنة واحدة كل سنتين. وقال زكي: إن المنطقة العربية تُعدُّ الأفقر في موارد المياه على مستوى العالم. وأشارت مطر إلى أن المنطقة تُعدُّ أكثر منطقة بها نزاعات على مستوى العالم سواء في صورة حروب أهلية أو نزاعات بين دول أو احتلال. وقالت: إن المنطقة العربية لديها ضرورة ملحة للنهوض «بأطر الإدارة المندمجة للمياه» التي تتكامل فيها الطرق التقليدية وغير التقليدية بالإضافة لضرورة توافر الإرادة السياسية في هذا الشأن.