الصبر أمرحميد أمر الله به ودعا رسوله إليه قال تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 155) وقال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنهما (وما أعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر) ولطالما حث الشعر - فصيحه وشعبيه - على هذه الفضيلة المثالية من الطباع والسلوك، وفي أحد الصوالين الأدبية قبل أيام بوجود نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين دارحديث فحواه أن أكثر الشعراء الشباب - نفسهم قصير في القصيدة - ولا يوطنون أنفسهم على الصبر ومواجهة الحياة بحلوها ومرها (من خلال قصائدهم) التي يطغى على قراراتهم الارتجالية والتسرّع لتنتهي بالندم في درامية لا تستهوي الناقد لإعمال أدواته الفنية - من منظور نقدي - في دراسة النصوص المتاحة له لأغلب هؤلاء الشباب، وأضاف بعض الحضور أن - زمن السرعة - هو حجّة واهية لذريعة ان الشاعر يؤثر ويتأثر، بل يجب عليه أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون بما هو متاح له من وسائل المعرفة التي تصقل تجربته لو أراد أن تكون متبلورة تماماً كما ينبغي، إضافة لدوره الجاد أمام تاريخ الشعر الذي قدّم بعض الشعراء الحاليين أنفسهم كمنتمين حقيقيين!! إليه، واستشهد أحد الحضور بأكثر من بيت شعبي - ضمن أوراقه - مختتماً سخريته الهادفة لإدانة موقف بعض الشعراء الشعبيين الشباب الأدبي من خلال أبياتهم التي استشهد بها بقول المتنبي الشهير: وليس يصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاج النهارُ إلى دليل وأضاف آخر مؤيداً ما طرحه سابقه أبياتا لشعراء من الأجيال السابقة تؤكد ذلك، كقول الشاعر محمد العبدالله القاضي: الصبر محمود العواقب فعاله والعقل أشرف ما تْحَلَّى به الحال وكذلك قول الشاعر ليل المتلقم: لي صاحبٍ يرجي وأنا مثله أرجي الله لا يقطع رجا كل راجي وكذلك قول الشاعر ماجد بن ربيعان: كن الفُواد وداخل الصدر مسعور سعر الدّبا لغصون سدرٍ مواريق أمرٍ جرى والعَبْد لا شك مامور والماء إلى راقوه بالخدّ ما حِيق وغيرها من النماذج التي نطرحها بحيادية- مدارات شعبية- دون أن نتبنى وجهة نظر معينة لنشارك أحبتنا متابعي وقراء مدارات (كل وجهات نظرهم الغالية) كما عوّدناهم. وقفة للأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري - رحمه الله -: قلت آه من صبرٍ صبرته على الكود ومن ونّةٍ للقلب جَاحت وقدّت ونّة عتب ونّة غضب ما لها حدود ياليتها عن مغلق الصدر صدّت لو هي بحيدٍ ذوّبت كل جلمود على الضماير بالهضايم تحدّت قامت تعرّض لي بالأيَّام والسود إن قلت قفّت عوّدت لي وردّت إن قلت هانت بالحشا جابت الزّود وجاحت خفايا ضامري واستجدّت