متشجعاً بتراخي المجتمع الدولي في التصدي لإجرامه المتواصل وسع نظام بشار الأسد تدميره للمدن السورية، فبعد أن دك مدينة حمص وحول أحياءها إلى خرائب بعد هدم منازلها بالقصف المدفعي والصاروخي ومشاركة الطيران الحربي باستهداف أحياء محددة كبابا عمرو والمنشآت مما فرض على أهالي مدينة حمص الحصار مما عطل إخراج الجرحى الذي يصل عددهم إلى الآلاف وتعاني الأسر من قلة الغذاء والعلاج بعد رفض نظام بشار الأسد دخول قوافل المساعدات الإنسانية رغم قلتها. وبعد أن أجهزت كتائب الأسد على أحياء مدينة حمص توجهت آلة الدمار نحو محافظة إدلب التي تعرضت إلى قصف بالطيران الحربي بمشاركة مكثفة من المدفعية الثقيلة مع هجمات شرسة من القوات الخاصة التي تحاول اقتحام مدن محافظة إدلب وسط مقاومة وصمود قوي من كتائب الجيش السوري الحر ومشاركة الأهالي، ويأتي تصعيد قوات بشار الأسد في استهداف المحافظات والمدن التي خرجت عن طوع النظام كترجمة واستغلال مريع لنظام الأسد وكنتيجة حذرت منها الدوائر الدولية بعد عجز مجلس الأمن الدولي في وقف أعمال القتل المبرمج للقوات النظامية السورية نتيجة استعمال «الفيتو» الروسي الصيني، وهو ما أدى إلى زيادة أرقام القتلى والمصابين بشكل رهيب في حمص وإدلب وريف دمشق وحتى حلب وداخل العاصمة دمشق. ورغم الجهود السياسية والتحرك الذي يستهدف وقف القتل في سوريا ووصول مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ومساعده ناصر القدوة إلى دمشق واجتماعهما مع بشار لأسد، والتقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بوزراء خارجية الدول العربية وقبلها لقاءات نائب وزير الخارجية الصيني إلا أن قوات النظام السوري وسعت من عملياتها الهجومية للمدن السورية، إلا أن المراقبين يرون في تصعيد النظام السوري لهذه العمليات استباقاً لما يمكن أن تسفر عليه الجهود الدولية خاصة بعد الحديث عن تغير «وإن بدا خجولاً» في الموقفين الروسي والصيني، حيث أسفرت لقاءات وزير الخارجية الروسي بنظرائه العرب وبالذات اجتماعه مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة العربية لمعالجة الأزمة السورية والاتفاق على خمس نقاط رئيسة مشتركة لحل الأزمة السورية. ويرى المتابعون أن هذا الاتفاق يؤشر إلى بداية تفهم روسي للمواقف العربية، وأن التزام روسيا بما تم الاتفاق عليه سيظهر هل تحرك روسيا مناورة جديدة أو مسلك جديد يعتمد الحوار مع العرب ويصحح كثيراً من المواقف الروسية التي ساهمت مواقفها السابقة في زيادة القتل في سوريا.