الحمد لله الذي لا يفنى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، ونحن نؤمن بما قاله المولى تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) سورة الأنبياء. في يوم الجمعة الموافق 1131433ه من الشهر المنصرم فقدنا وفقد المجتمع أحد أبرز أعلامه ورجاله البررة المخلصين.. فقد رحل في ذلك اليوم الشيخ والمربي والأديب والشاعر الفاضل الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد العميري -رحمه الله تعالى-. وبغياب أبي أحمد عن مسرح الحياة نكون قد فقدنا رمزاً مضيئاً في سماء التربية والتعليم والأدب والفكر والثقافة، لقد كان حقاً هذا الشيخ الجليل بحق مدرسة.. بل جامعة إن صح لي التعبير بذاته يتعلم منه كل من جالسه، ويستفيد من علمه وأدبه ومعارفه كل من تعامل معه، ولا أنسى ما أهدانيه رحمه الله في إحدى زياراتي له في إحدى المناسبات فقد قدم لي هدية أعتز وأفتخر بها، وعلق عليها بخط يده وقد كانت قصيدة كان قد ألقاها بمناسبة يوم المعلم في 1331983م في العام (1403ه) وذلك تكريماً للمعلم في يومه الأغر، وكان رحمه الله عضواً في البعثة التعليمية الإسلامية في جمعية المقاصد الإسلامية والتي أقيمت ببيروت في ذلك الوقت، وذلك وفاء منه وعشقاً للتعليم ورثه لطلابه وأبنائه من بعده فقد حمل راية التعليم حيث تدرج في مراتب التعليم معلماً ثم مشرفاً تربوياً ثم محققاً شرعياً، وأخيراً خبيراً بالشئون الإسلامية، وهو القائل رحمه الله في قصيدته في يوم المعلم وهي قصيدة طويلة ومنها الأبيات التالية: سهل البيان وقامت الخطباء وشدت بفيض عطائه الشعراء وتعانقت أغصان بان شاقها وحي المعلم للنفوس غذاء وتفتحت أزهار ورد باسم فاحت عبيراً شمه النبهاء قال الأوائل والأواخر إنه جهد المعلم همة قعساء فمشت تقبل للمعلم رأسه وسعت إليه الروضة الغناء إلى أن قال رحمه في آخر بيت له: هام الثريا منصب لمعلم وعلى النجوم تفاخر الجوزاء لقد كان رحمه الله، وإن ترك العمل في سلك المؤسسات التربوية منذ سنوات، إلا أنه ظل مربياً وموجهاً في جميع لقاءاته. إنه من الصعب تعداد شيم ومناقب ذلك الرجل الفاضل وسجاياه والمواقف المضيئة في حياته رحمه الله، وسوف يتأسف كثيراً كل من عرف ذلك المربي والشيخ وتعامل معه على فراقه، لكنها حكمة البارئ وتدبيره وقضاؤه ولا راد لقضائه. رحم الله شيخنا وأستاذنا الفاضل أبا أحمد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونور الله له ضريحه وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة، وبارك الله في ذريته من بعده فلقد أحسن تربيتهم وتعليمهم ومدهم بخصاله الحميدة.. وعزاءنا موصول لأبنائه الكرام (أحمد، عبدالله، مصعب) وأخواتهم ووالدتهم -حفظهم الله جميعاً-، ودعواتنا للفقيد بالرحمة والمغفرة والنجاة من النار ووالدينا والمسلمين أجمعين.. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . والحمد لله على ما كتب وقدر. وقفة: أرفع لنفسك بعد موتك ذكرها.. فالذكر للإنسان عمر ثاني وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. - أحمد بن سعود العقيل / - معهد الإدارة العامة بالرياض