برضى كامل وتسليم بقضاء الله وقدره واحتساب لما عنده من الأجر على الابتلاء العظيم الذي امتحن الله به صبرنا على فقد الأخ ، الأب ، المربي ، الصديق ، فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن سليمان المطرودي - رحمه الله - وافسح له في قبره وجعله روضة من رياض الجنة ورفع درجاته في عليين آمين. شرفت وغيري من الزملاء بالعمل مع هذا الرجل الفاضل وتحت إدارته فكان نعم المربي ونعم الموجه ، دمث الأخلاق ، حسن التعامل ، واسع الإدراك ، ذو حلم كبير وأناة ، لا يعتد برأيه ، مستمع لكل ناصح ، فطن متغافل ، لا يعرف للجاجة مسلكاً ولا للمناكفة سبيلاً ، هيناً ليناً ، يده ممدودة بالخير للجميع ، طلق المحيا نقي السريرة ، منكراً لحظوظ نفسه ، جم التواضع ، لا سبيل يفتح للخير إلا سبق إليه ، رحيماً بالضعفاء والمساكين باذلاً جاهه لمن احتاجه من ذوي الحاجات ، باراً بوالديه ، متزعماً الصلح في حل الخلافات في محيط عائلته وأسرته وأحبته ساعياً لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات ، وكان له تقدير عظيم واجلال من الجميع ، وتقدم التنازلات من الأطراف اجلالاً وتقديراً له. عرفه الجميع بتلك الصفات وأحبوه حيث أنزل الله محبته في قلوب عباده ، يشهد له كل من عمل معه على أمانته ونزاهته وحرصه الشديد علىأمانة الأوقاف التي حملها بإقتدار كان الأول في الحضور والآخر في المغادرة متحملاً ما يعهد إليه به ولاة الأمر من أعباء ومسؤوليات لما خبروه فيه من نصح واخلاص وسداد رأي وحكمة لا نظير لها. إن شيخنا وأمثاله جديرون بالاشادة ، وتقديرهم والعناية بهم ، وابراز مكانتهم وإن كانوا قد رحلوا إلى الدار الآخرة إن لم نقدر على ذلك حينما كانوا بيننا ملء السمع والبصر. إن ما حظي به شيخنا حين حياته من محبة وتقدير من لدن شيخنا معالي الوزير الشيخ صالح بن محمد آل الشيخ يدفعني لأن اقترح على معاليه الكريم تخصيص أحد المواقع المميزة المخصصة لبناء المساجد لإقامة جامع كبير بكل مرافقه التعليمية ، والدعوية ، وقاعة للمحاضرات العامة تحمل اسم الفقيد الراحل تخليداً لذكراه ، وليجري أجرها له بإذن الله. وختاماً لا نقول إلا ما يرضي الرب (إنا لله وإنا إليه راجعون) ، وجبر الله مصابنا ، ومصاب والديه وزوجته وابنتيه واخوته وأحبته وانزل علينا وعليهم الصبر والسلوان ورفع منزلته في عليين وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجمعنا به ووالدينا وذرياتنا وأحبتنا في دار كرامته إنه ولي ذلك والقادر ، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.