على الرغم من أن قريتنا كانت تضم عائلة واحدة فقط عندما نشأت في موقعها الفريد إلا أن حوادث الأيام والسنين أدخلت في نسيجها أقواماً من مشارب مختلفة، حتى أصبحت كغيرها من القرى تحفل بعائلات شتى لا يجمعهم سوى جيرة المكان وتفرقهم المصالح والأهواء حتى صارت العداوة هي القاسم المشترك بين أفراد القرية... حاول بعض العقلاء من أبناء القرية تقريب وجهات النظر بين عائلاتها إلا أن جهدهم ذهب ادراج الريح.. حتى حدث ذات يوم أن وقع زلزال هز جنبات القرية... تهدمت دور كثيرة وتشرد الكثيرون... سارع شباب القرية إلى نجدة الجميع... بذلوا جهدهم في ترميم ما تهدم... وآسوا جراح من أصيب... عاشت القرية أياماً من الوئام والتراحم برغم فداحة المُصاب... ظهر أفراد العائلات سوياً في مجالس العزاء ...تبادلوا المواساة والقبلات... بذل أثريائهم المال لمساعدة المحتاجين... أصبحت القرية غير ما نعرفه عنها... مضت الأيام متكاسلة وعادت القرية إلى ما كانت عليه قبل الحدث الجلل.. استمر شباب القرية في جهدهم لرأب صدع عائلاتهم المختلفة... لكن شيوخ العائلات أبوا أن يرجعوا عما هم فيه من عناد... تسربت لحظات الوفاق من بين يدي أهل القرية... ولم تمر سوى شهور قليلة حتى عادت القرية إلى سابق عهدها... وعادت الأمور تجري على منوالها القديم قبل الزلزال.