شهد العصر الحديث تحسناً ملحوظاً في علاقات الدول مع بعضها البعض، نتيجة صدور العديد من الاتفاقيات الدولية، وعقد المعاهدات تحت سقف المنظمات والهيئات الدولية التي وضعت العديد من الضوابط التي حسنت كثيراً من تعامل الدول مع بعضها البعض. ومع هذا، لا تزال الكثير من الأنظمة التي لا تكتفي فقط بالخروج على هذه الاتفاقيات والضوابط، بل تتجاوز ذلك متجاهلة الأعراف والقيم، وهكذا عرف المجتمع الدولي نماذج صنَّفها كدول مارقة تهدد أفعالها وأعمالها غير المنضبطة السلام العالمي والسلام الإقليمي. من بين هذه الأنظمة المارقة والتي تجاوزت كل الأعراف والمواثيق نظام ملالي إيران، الذين اتخذوا أسلوب التدخل الفج في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وبالذات الدول العربية، وخصوصاً دول الخليج العربية، حيث دأبت إيران في ظل حكم الملالي منذ انقلاب الخميني على استفزاز دول الخليج العربي، والتدخل في شؤونها الداخلية، والعمل بغرس بذور الشقاق، وتأجيج النزاع الطائفي، مما أوجد خللاً في السلم الاجتماعي، وهو ما أدى إلى حرب أهلية في العراق لا تزال ذيوله ماثلة حتى الآن، وهو ما يحاول النظام الإيراني الحاكم تحقيقه في مملكة البحرين التي استهدفها ملالي إيران بتحريك الخلايا الطائفية النائمة والعناصر المرتبطة به، وحاول تنفيذ محاولة انقلابية أراد التمهيد لها بإحداث اضطرابات طائفية أمكن لمملكة البحرين احتواءها وتجاوزها بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، كون مملكة البحرين عضواً في هذه المنظمة الإقليمية والتي تحقق مواثيقها وأنظمتها صوناً لأمن الدول الأعضاء في المجلس واستقرارها، إذ تنص الاتفاقية الأمنية الموحدة لدول مجلس التعاون على أن (المسؤولية الجماعية لجميع دول المجلس تقوم على التكامل والتضامن واعتبار أمن الدول الأعضاء واستقرارها غير قابل للتجزئة وفقاً للاتفاقيات المشتركة ذات الصلة). وتؤكد الاتفاقيات الخليجية الملزمة لجميع دول مجلس التعاون على أن (أي تهديد لأمن واستقرار أي دولة من دول المجلس هو تهديد لأمن واستقرار جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون). هذه الالتزامات والإيفاء بالتعهدات والمواثيق جعل دول المجلس تهب لمساعدة مملكة البحرين لمواجهة التخريب والتدخل المشين لنظام الملالي، عكس حكام طهران الذين تجاوزوا وبشكل سافر مبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول الأخرى، من خلال ذرع عناصر مخربة وخلايا مسلحة لإثارة الاضطرابات، ونشر وترويج معلومات زائفة يعلم الجميع سواء من أبناء إقليم الخليج العربي أو المجتمع الدولي كذبها، وأنها محاولة فاشلة للتغطية على ما يقوم به نظام الملالي في إيران الذي استحق وصفه بالنظام المارق.