يقول الشاعر: (من لا نفع بالضيق والموقف الحرج وقت الرخاء (كلٍ) كريم وطيّب).. لا صار ما تسحب فلوسك من الدرج. لا تنتظر لو واعدك خطو خيّب ذاك الذي يملأ جيوبك من الهرج! ولا يتم القول حتى تشيّب إملهّي الرعيان كانك رجيت إرج تركض وراه وتحسب أنه قريّب لا طالباً منّه عمارة ولا برج (سلفة). ولاكنّه لظنك يخيّب!! ويقول الشاعر العراقي الشعبي على لسان أحد أشهر مطربي العراق: (خل نفسك بعزّ دوم بالك تذلها ولا تطلب الحاجات إلا من أهلها) أيه ما أشقى النفس العزيزة حينما تحنيها الحاجة حتى تفقدها الرؤية فتختلط أمامها الألوان وتتداخل الأشكال ويتساوى أمامها الرجال وأشباه الرجال فيرتدي الكريم عباءة اللئيم ويرتدي اللئيم عباءة الكريم والطيِّب يلبس رداء (الخيّب) ويطيب الخيّب مثلما يخيب الطيِّب ولم يعد المرء يفرّق بين الشهم و(الشيهم) - أي حيوان (النيّص) ذو الشوك الحادّ - ويلتبس على الحصيف التمحيص فلا يميز بين الخشب والذهب والنحاس والألماس والدر والذر وهو أي الرجل الحصيف معذور في كل ذلك في زمان الغبش و(الاغتباش) واللبس والالتباس لأنه بالفعل قد تحول الكريم إلى لئيم، والأصيل إلى زنيم وطغى الادّعاء على كل شيء مع صمت الفهيم وتكلم (البهيم) وتساقطت الخصال من الرجال.