بعد 30 عاماً من العطاء في الدائرة التنفيذية القيادية لأحد أهم المصارف السعودية، أعلن مصرف الراجحي أمس الأول قبول استقالة عبدالله بن سليمان الراجحي الرئيس التنفيذي وعراب المراحل التطويرية الأكثر أهمية في تاريخ المصرف، لحاجته التفرغ لإدارة أعماله الخاصة، الرجل الهادئ جداً كما يصفه المقربون منه كان أيقونة مهمة في المصرف، عند استقراء المشروعات على الورق وقبل تنفيذها، إذ إنه يجيد قراءة ما بين السطور، هذه الميزة أكسبته نجاحاً باهراً في المشروعات التمويلية التي يقرها أو يمتنع عنها قبل الشروع في تنفيذها مع الآخرين. عبدالله الراجحي يعتبر من أوائل المصرفيين الذين نادوا بإسقاط مديونيات القروض عن المتوفين، وما لا يعرفه كثيرون عنه أنه شديد الاهتمام بالمشروعات الخيرية، إلا أنه يرفض بشدة الظهور في واجهة هذه المشروعات إعلامياً، وهو بحسب الذين شاركوه رحلة الثلاثين عاماً، متطرف جداً للسعودة ويؤمن بالكوادر الوطنية الشابة، حتى أنه أوصل نسبة سعودة القيادات في المصرف إلى 100% في فترة متقدمة. التحق الراجحي بالمصرف عام 1979م، وتدرج في عدة مناصب وصولاً إلى النائب الأول للمدير العام، حتى أصبح المدير العام منذ عام 1995م، ومن ثم الرئيس التنفيذي بعد إعادة هيكلة المصرف. ونجح بمساندة مجلس الإدارة وفريقه موظفي المصرف في نقل المصرف نقلة مشهودة ولافتة على كل المستويات، حيث تطور رأس مال المصرف من 1.5 مليار ريال عام 1995 إلى 15 مليار ريال، ونما إجمالي الموجودات من نحو 30 ملياراً عام 1995 إلى ما يقارب 221 مليار ريال، كما في نهاية العام الماضي، وتطورت ربحية المصرف من نحو مليار ريال منتصف التسعينات إلى ما يقارب 7.4 مليارات ريال للعام 2011. وفي قراءة للإنجازات التي تحققت في عهده، نجد أن المصرف يستحوذ على قاعدة عملاء تعدادها 4 ملايين عميل في الفروع، و3.5 ملايين عميل لمراكز التحويل، إضافة إلى 700 منفذ بيع تتضمن الفروع ومراكز التحويل وأقسام السيدات معظمها مملوكة للمصرف. وتركز الاهتمام على البنية التحتية الإلكترونية والخدمات الإلكترونية، وموقع مصرف الراجحي على الإنترنت مثلاً يعد أحد أقوى المواقع المصرفية وحصل على عدة جوائز رسمية حكومية من المملكة، الكويت، ولبنان.. وشمل اهتمام عبدالله الراجحي خدمة المجتمع، حيث تم إنشاء إدارة خدمة المجتمع وأشرف عليها شخصياً ونفذت العديد من المشروعات والمبادرات. وتتضمن مسيرة تطور فروع المصرف إنجازات كبيرة، ففي العام 1994م اتخذ المصرف أول قرار إستراتيجي لتطوير فروعه وبناء فروع جديدة، وفي العام 1995م بدء هذا المشروع الكبير من خلال افتتاح فرع شارع التخصصي بمدينة الرياض، والذي يعتبر أول فرع يتم تطويره وفق أحدث التصاميم ومطبقًا لفكرة الهوية الموحدة، وكان ذلك إيذاناً ببدء مرحلة جديدة. ولم يغفل المصرف الموارد البشرية، حيث قام بإعداد خطة للمحافظة على الموظفين المميزين، وخلق بيئة عمل تعتمد على الإنجاز وتشجع على الإبداع والتحسين المستمر، اتسمت الخطة بالتنوع في المزايا والسياسات والبرامج، حيث بلغت حوالي 19 برنامجاً، تم تطبيق بعضها، وبعضها الآخر قيد التطبيق، ومن أهم هذه البرامج، برنامج مشاركة الأسهم للموظفين، برنامج منح الأسهم للموظفين، التحديث والتحسين الدائم لسياسات الموارد البشرية بشكل دوري، تعديل سلم الرواتب والمزايا وهيكل المراتب الوظيفية لمنافسة سوق العمل المحلي، تطبيق نظام للزيادات السنوية للرواتب حسب معايير الأداء، برنامج حوافز تسويق المنتجات والمبيعات، برنامج مكافآت الأداء السنوية، المشاركة سنوياً في دراسات لمقارنة مستويات الرواتب في سوق العمل المحلي، تطبيق نظام تقييم أداء الموظفين السنوي. برنامج استبيان لقياس مدى تفاعل وانتماء الموظفين، وقياس مدى الرضا الوظيفي، برنامج الإحلال الوظيفي وتأهيل القيادات المستقبلية للمصرف، برنامج مقابلة الموظفين المستقيلين لتقصي أسباب التسرب الوظيفي، برنامج تقديم الخدمات الشخصية للموظفين بالتعاقد مع مكتب خدمات عامة لخدمة الموظفين في المراجعات الحكومية وحفظ الوقت وتسهيل الإجراءات.
