بدأت التحذيرات من العاصفة الترابية التي غطت سماء منطقة الرياض في الصباح الباكر يوم أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعية وجاء «التويتر» أهمها، حيث حذّر الكثير من المواطنين من موجة الغبار. وبدأت التحذيرات منذ الساعة العاشرة مساء من أهالي دولة الكويت، وقال أحدهم في تغريدته: (موجة غبار كثيفة متجه للكويت مع انخفاض في الرؤية). بعدها بساعتين غرد أحدهم قائلاً: (موجة غبار تسير لمنطقة الرياض قادمة من دولة الكويت انتبهوا) وأضاف شخص آخر: (يا أهل الرياض يقولون عاصفة رملية قوية جاي لكم انتبهوا). ثم تفاعل بعد ذلك المواطنون عبر «التويتر»، وبدأت الأسئلة تزداد حول غياب التحذيرات الرسمية من الرئاسة العامة للأرصاد ومن وزارة الصحة أو الدفاع المدني فقال أحد المغردين: (نفسي أعرف وش فائدة رئاسة الأرصاد دام تجينا تحذيرات وهم ساكتون، ما أكدوا ولا نفوا!). فرد عليه شخص آخر: (نبي بدل عواصف وبدل غبار ينصرف في الرواتب). فيما حذر شخص آخر: (يقولون أنه ساعات ويجينا الغبار من الكويت إذا صح الكلام هذا وين وزارة الصحة ما يحذرونا ويتم تعليق الدراسة إذا لزم الأمر؟!!). فيما تساءلت إحدى طالبات الجامعة قائلة: (فيه احتمال الجامعة تعطينا إجازة بكرة لو استمر أو زاد الجوّ سوءاً؟). وبعد أن غطى سماء العاصمة الغبار غرد أحد المواطنين قائلاً: (يا الله عسا تمطر عقب ما هي غبار وتبرق ونسمع في سمانا رعدها وديارنا تطهر بقطرات الأمطار وتطهر صدور يشفي الله نكدها) وكان موظفو وزارة الصحة والدفاع المدني والرئاسة العامة للأرصاد قد استيقظوا في الصباح الباكر على موجه الغبار فبدأوا بالتحذير والاستنفار، فجاءت تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في الصباح الباكر للصحف بأن الأجواء المناخية ليوم السبت تدني في درجات الحرارة مع رياح سطحية تثير الأتربة والغبار وتحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر واحد. أما مديرية الدفاع المدني فاكتفت بالتحذير قبل ثلاثة أيام من موجه الغبار دون التذكير. فيما وجّه مدير عام الشئون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور عدنان بن سليمان العبدالكريم إدارة الطوارئ بصحة الرياض بالتعميم على أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات بالاستعداد الكامل وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى بسبب موجة الغبار التي قد تصل الرياض. وأوضح أن صحة الرياض اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وخاصة المصابين بمرض «الربو». وأوضح د. العبدالكريم أن تأثيرات الغبار التي ستشهد ها الرياض على الأطفال كبيرة خاصة من ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه وهذه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات، فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة، أما الأحجام الصغيرة فتتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة. وحذّر مدير صحة الرياض المصابين بمرض «الربو» اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية وعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، واتباع إرشادات الطبيب بدقة واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب وإغلاق النوافذ في المنزل جيداً.