يدرك المنصفون أنّى كانوا ما للمملكة العربية السعودية من جهود سطرها ولا يزال يسطرها التاريخ بمداد من الذهب، هذه الجهود التي أتت ثمارها في جميع قضايا المسلمين التي تهمهم ، وتسعى في لم شملهم، وتعلمهم أمور دينهم، وتعلي من شأنهم.وإضافة إلى ما أسبغ الله على المسلمين من نعمة الإسلام، فإن من نعمه تعالي على المسلمين أجمعين أن جعل قبلتهم في أيدٍ قوية أمينة، تحفظ مقدساتهم، وتمسح على رأس يتيمهم، وتطعم جائعهم، وتحنو عليهم من غير منة، وتدعم ما يرفع من مكانتهم، ويزيد من وسائل التمسك بدينهم القويم. ولسنا في هذا المقام بمحصين هذه الجهود عدداً، فإن هذه الدولة المباركة ممثلة في ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين- أيده الله - قربة لله واستشعاراً لوشائج الدين، وحرصاً على المسلمين قد بذلت لقضايا المسلمين الدينية والسياسية والاجتماعية والطبية والتعليمية ما لا يمكن للسان حصره، ولا لبيان قصره، ولعل في رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع- حفظه الله - للدورة الرابعة عشرة لمسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات خير دليل وبرهان على ما توليه هذه البلاد الراشدة من اهتمام بدستور الأمة الخالد. حق علينا جميعاً أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز- وفقه الله - على جهوده المباركة في دعم حفظة كتاب الله الكريم، وما عند الله خير وأبقى، ولا غرو فسموه - حفظه الله - من أركان هذه البلاد المباركة التي نشأت على دستورها الخالد منذ إشراق صباحها البهي على يد الملك الباني المؤسس - طيب الله ثراه - حتى هذا العهد المبارك، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، وهذه سنة استنتها بلادنا المباركة عبر تاريخها الحافل بالخير والعطاء. لقد أضحت بصمات هذه البلاد المباركة ممثلة في ولاة أمرها واضحة المعالم في جميع قضايا المسلمين، وما هذه المسابقة المباركة إلا خير برهان على ما توليه مملكة الإنسانية لكتاب الله تعالى من اهتمام به، وبالنشء الذين يحتاجون إلى الدعم والرعاية والمؤازرة، وإذا كان لهم من الأجر والمثوبة والبركة في دنياهم وأخراهم فإن الدال على الخير كفاعله. وإننا لنشكر كل من ساهم في تجلية هذا الدور الكبير لولاة أمرنا - حفظهم الله - وللمملكة أدام الله عزها، ومن أولئك : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والقائمون على مسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم، والنشء الصالح من البنين والبنات، وفاء منهم جميعاً لكتاب الله تعالى، ولهذه البلاد المباركة وولاة أمرها أعزهم الله. فشكراً للقائمين على هذه التظاهرة الدينية التربوية الكبرى التي يرعاها سليل المجد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان - حفظه الله - الذي يبتغي بما عنده خير ما عند الله تعالى، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. * مدير جامعة الملك خالد