كنت قد ذكرت في المقالين السابقين مقترح صرف مكافأة حافز لطلاب الجامعات لكونها جزءا من حل البطالة وأزمة الإسكان وأيضا مساواة طلاب الداخل بالمبتعثين لحين تجاوز هذه الأزمات الاقتصادية والمتغيرات الدولية... واليوم أشير إلى شريحة واقعة في أزمة مسكوت عنها قد تؤثر على مستقبل التعليم الأهلي الجامعي باعتباره مسارا مساندا للتعليم الحكومي الجامعي, وهم الطلاب الذين تم قبولهم ضمن برنامج منح خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي الذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي حيث يتكفل برنامج المنح الداخلية بدفع رسوم الجامعات والكليات الأهلية ومقدارها حوالي (70) ألف ريال, وبعض الكليات تصل إلى (50) ألف ريال.... وهذا البرنامج قصد منه فتح الفرص للطلاب والطالبات في الالتحاق بتخصصات بعينها ممن لم يتمكنوا من القبول في الجامعات الحكومية، وكذلك استيعاب الطلاب الباحثين عن تعليم متميز, وكذلك دعما للتعليم الأهلي الذي بدأ يتشكل، فالبرنامج يتكفل بدفع رسوم 50 بالمائة من الطلاب المتقدمين على الكليات... لكن هناك شرطا قصد منه الجدية والتميز وهو ألا يقل المعدل التراكمي للطالب عن جيد جدا (3.75) من (5) وإذا انخفض معدل الطالب عن هذا الرقم يبعد عن البرنامج ويضطر الطالب لدفع الأقساط والرسوم السنوية التي تصل في متوسطها بالمدن الكبيرة (70) ألف ريال, وهذا هو المأزق للطالب وأسرته وتحديدا أصحاب التخصصات العلمية مثل: الطب والهندسة والحاسب والصيدلة والتخصصات الإنسانية الأخرى مثل القانون والإدارة والمحاسبة وغيرها. علما أن معظم التدريس يتم باللغة الانجليزية،مما يجعل اسر وعائلات الطلاب تكون تحت خيارين صعبين هما الدفع المالي الذي يؤثر على ميزانية العائلة, أو الانسحاب من الجامعات بعد أن أمضى الطالب (3) سنوات وهذا تأثيره سلبي على الطالب وأسرته، والسؤال ما هو الفارق مابين المبتعث الخارجي أي برنامج منح خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبين المبتعث الداخلي برنامج منح خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي... وأيضا ما هو الفارق بين تكفل الدولة بالصرف على طلاب الجامعات الحكومية وبين طلاب الجامعات الأهلية الابتعاث الداخل... الملك عبدالله أيده الله فتح مسارات التعليم العالي في افتتاح المزيد من الجامعات حتى وصلت الجامعات الحكومية (24) جامعة. تم قدم برنامجي الابتعاث الخارجي ووصل عدد المبتعثين (130) ألف طالب وطالبة. وبرنامج الابتعاث الداخلي, لكن الابتعاث الداخلي وضعت له وكالة الوزارة شرطاً أصبح عائقاً، وتكشفت تلك العقبة بعد الدخول في السنة الثالثة من البرنامج حيث أصبح التقدير جيد جدا في العديد من التخصصات عقبة حقيقية أمام الطلاب في الاستمرار وبخاصة تلك الفئة التي شملت في البرنامج نتيجة لظروفها المادية وعدم قبولها في الجامعات السعودية, وطلاب التخصصات الطبية والتطبيقية... لماذا لا يقبل الطلاب بلا شروط مساواة مع طلاب الابتعاث والجامعات الحكومية ويتم تطبيق نفس المعايير العامة المطبقة على طلاب جامعات الداخل والابتعاث.