قال معالي الدكتور عبد الله بن محمد المطلق المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء: إن توجيه الشباب لكتاب الله تعالى يُعدُّ صيانة لهم من الفتن وحفاظًا لطاقاتهم من الضياع وتحصينًا من مكائد الشيطان، وإن من الوسائل المفيدة والمعينة على ذلك ما نراه من إقامة المسابقات القرآنية، حيث إن لها أثرًا كبيرًا في التنافس الشريف وتشجيع الناشئة من بنين وبنات على حفظ كتاب الله الكريم بشكل سليم، والتخلق بأخلاقه، مشيرًا إلى أن رعاية ولاة الأمر -وفقهم الله- لهذا المسابقات الطيبة لما وجدوا فيها من الخير الشامل للفرد والمجتمع ولمعرفتهم بسلامة منهاجها وأهمية وجودها وبقائها، وإدراكهم لحسن آثار وطيب ثمراتها، مبينًا أن أمة اليوم في حاجة ماسة إلى مثل هذه المسابقات المباركة التي تستثمر أوقات الشباب في الخير وتوجه اهتمامهم إلى التنافس فيه بما يصرفهم عن مزالق الانحراف ومسالك الجرائم والإفساد، وما أحوج النفوس إلى القرآن الكريم تتلو آياته وتتدبر عظاته تجلو به صداها وتذهب به أحزانها وتزيل به همومها وغمومها، وتحل به أزماتها وتستشفي به من أدوائها وأمراضها. وقال معالي عضو هيئة كبار العلماء: إنه لاريب أن كتاب الله تعالى له المكانة العالمية في قلوب المسلمين وهو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتمسك به طريق للعزة والخيرية في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، أي قد أنزلنا إليكم هذا القرآن فيه عزكم وشرفكم في الدنيا والآخرة أن تذكرتم به أفلا تعقلون ما فضلتكم به على غيركم، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين ). رواه مسلم وأحمد وفي المسند وابن ماجه والدارمي وفي رواية الدارمي «إن الله يرفع بهذا القرآن، وفي صحيح مسلم عن نافع بن عبدالحارث الخزاعي وكان عامل عمر على مكة أنه لقيه بعسفان، فقال له: من استخلفت؟ فقال: استحلفت ابن أبزي مولى لنا فقال عمر استخلفت مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض. فقال عمر: أما أن نبيكم قد قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين».