تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط) إلى وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء حيث أفاد مصدر امني عن اقتحام الجيش للحي وبدء (عمليات تطهير) وهو ما نفاه ناشطون معارضون في وقت أعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي لإدخال مساعدات انسانية طارئة الى سوريا تعده الولاياتالمتحدة.وقال مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس ان منطقة باباعمرو (تحت السيطرة) مضيفاً قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل). وأكد مصدر امني في دمشق بأن الجنود يقومون بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن الاسلحة.ونفى ناشطون معارضون هذه الأنباء وأكدو ان الجيش لم يدخل بابا عمرو. وقال ابو عطا من حمص لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص عبر الاقمار الصناعية ان (الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب) مضيفاً ان الجيش السوري الحر(سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل). واضاف الناشط ان الجيش النظامي السوري (نصب مدافع جديدة في محيط حيي بابا عمرو والخالدية منذ عصر امس وانه وجه اليوم انذارات عبر مكبرات الصوت الى السكان لإخلاء منازلهم والشوارع والاحياء). واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع وأنه (سيقتحم المدينة). وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت قبل ذلك في حمص لمنع قوات الاسد من اقتحام حي بابا عمرو التي بدأت عملياتها لاقتحام الحي في الوقت الذي تجدد فيه القصف المدفعي والصاروخي على حي بابا عمرو بعد ليلة هادئة. وفي ضوء هذه التطورات الميدانية المتسارعة قرر المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم اطياف المعارضة تشكيل مكتب عسكري لمتابعة ( شؤون المقاومة المسلحة) تحت الاشراف السياسي للمجلس بحسب بيان صادر عنه أمس الاربعاء.وجاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان المجلس قرر إنشاء مكتب عسكري مؤلف من ضباط ومدنيين يكون مسؤولاً عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني. وتواصلت في ظل هذه المعارك الانشقاقات في صفوف الجيش السوري فعلى ذمة ناشط سوري في إقليم هتاي التركي المتاخم للحدود السورية فقد انشق40عسكريا بينهم رتب عالية ودخلوا مساء الثلاثاء إلى الأراضي التركية. وفي العاصمة دمشق وريفها نفذت قوات الامن السورية صباح امس حملة اعتقالات في مناطق في ضواحي وريف دمشق التي شهدت ليلا تظاهرات تضامنا مع المدن السورية المحاصرة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حلب تظاهر آلاف الطلاب امس في جامعة حلب تضامنا مع المدن السورية المحاصرة وللمطالبة باسقاط النظام وتصدت القوى الامنية للمتظاهرين حسبما افاد ناشطون والمرصد السوري. وفي الوقت الذي تعد فيه الولاياتالمتحدة العدة لإصدار مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا يطالب بالسماح بدخول مساعدات انسانية الى المدن التي تشهد احتجاجات استدعت أمس القائم بالأعمال السوري في واشنطن للاعراب له عن(استيائها الشديد) من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر. وفي محادثات اجراها مع القائم بالاعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية دعا مساعد وزيرة الخارجية جفري فلتمان سوريا الى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من نوفمبر بانهاء العنف وسحب الجيش من المدن والمناطق السكنية. كما دعا الأسد الى قبول خطة الجامعة العربية للانتقال السلمي للسلطة في سوريا بحسب البيان. واذا طرح هذا نص مشروع القرار الجديد للتصويت فسيكون الثالث الذي تحاول الدول الغربية تمريره في مجلس الامن الدولي خلال الازمة المستمرة منذ احد عشر شهراً. بدوره عبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي عن تأييده لارسال مساعدات انسانية الى سوريا وذلك في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي حسبما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية امس.