الحمد لله القائل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الذي قال عن كتاب الله تعالى: (إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين). لقد أنزل المولى سبحانه كتابه الكريم ليكون هادياً للناس وليتبعوه وليذكّروا به ما يجب عليهم من حق الله - جل جلاله -، فجعله مباركاً، وأنزله لغايتين، لتدبُّره، والثانية للتذكُّر، فهو دستورنا ومنهجنا، وعليه يصلح أمر الدنيا والآخرة. نحمد الله تعالى أن العناية بالقرآن الكريم هي نهج هذه الدولة منذ تأسيسها حيث تمسكت بالقرآن الكريم، وأخذت به قولاً، وعملاً، واعتقاداً، وكان الاهتمام جلياً في هذا العصر فمع الاهتمام بكتاب الله الكريم والتشرف باتخاذه دستوراً ومنهجاً لتشريعاتها، أولت تعلُّمه وحفظه ونشره عناية كبيرة، فانتشرت بحمد الله المدارس الخاصة بتعليم القرآن الكريم، وحفظه، وتفسيره، وأُقيمت الجمعيات الخيرية، وتنافس المتنافسون في الحفظ والتعلُّم، وأُقيم لذلك مسابقات تحفّز على الحفظ وإجادة التلاوة، وأكبر تلك المسابقات وأكثرها انتشاراً على المستوى العالمي «مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره» التي تُقام سنوياً تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -. ولم تقتصر المسابقات على المستوى الدولي فقط، بل امتدت إلى إقامة المسابقات المحلية والإسهام فيها بكل ما ينفع العامة ويجذبهم إلى تعلُّم القرآن الكريم والإقبال عليه بالحفظ والتلاوة والعناية به وتدبُّر معانيه، ولتكون هذه المسابقات حافزاً وعامل جذب واستقطاب لربط أبنائنا بالقرآن الكريم والمنهج الإسلامي الصحيح الذي عليه قامت الدولة وبه يبقى عزها وشرفها. وتأتي مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتبني مسابقة محلية لحفظ القرآن الكريم خطوة مباركة أسهمت كثيراً في دعم الناشئة، وتعميق علاقتهم بكتاب الله الكريم وحفظه، وتجويده. تفتح هذه الرعاية منه - حفظه الله - الطريق للمنافسة في الخير بين المشاركين فيها، كما حفزت على إقامة مسابقات مشابهة في المناطق والمحافظات وللفئات المتخصصة، فأصبحنا نرى في كل منطقة وفي كل جهة مسابقة قرآنية تُقام للحثّ على حفظ كتاب الله الكريم والإقبال عليه بالعناية والتدبر. إن مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره وهي تنعقد في دورتها الرابعة عشرة لترسم لنا صورة مشرقة عما يقوم عليه هذا المجتمع من التآلف والتكاتف وحب الخير وبذله، وليس ذلك بغريب على سمو سيدي.. فأياديه البيضاء امتدت وتمتد إلى كل سبل الخير والعطاء.. أسأل الله الكريم أن يجعل ذلك في موازين حسناته، وأن يجزيه على ما قدم. إنه سميع مجيب. * الأمين العام لهيئة السياحة والآثار