اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة التونسية وسلفيين مفترضين مساء الخميس إثر ارتكابهم أعمال تخريب وحرق لمؤسسات عمومية, وكانوا يحاولون الدخول الى المركز الأمني الرئيس في جندوبة شمال غرب البلاد، حسبما أفادت مصادر متطابقة. وتواجه منطقة الشمال الغربي للبلاد التونسية أزمتين حادتين إحداهما أمنية والأخرى مناخية. وتتعلق الأزمة المناخية بفياضانات الأودية التي تسببت في هلاك تسعة أشخاص وفقدان حوالي عشرة آخرين لا تزال قوى الحماية المدنية بصدد البحث عنهم وسط تدفق غير مسبوق لمياه الأودية الكبيرة منها والصغيرة. وأما الأمنية فتتعلق بإقدام عناصر من التنظيم السلفي الجهادي غير المعترف به قانونياً، بترويع المواطنين وإرغامهم على اتباع منهجهم ومواجهة قوات الأمن في الوقت نفسه. وقال الشاهد مولدي زعيبي إن عشرات الأشخاص، بينهم ملثمون، حاولوا مهاجمة مركز الأمن الرئيس في جندوبة مسلحين بقنابل حارقة وحجارة. وأضاف الشاهد أن رجال الأمن حاولوا تفريقهم بواسطة الغاز المسيل للدموع، موضحاً أنه تم تعزيز عديد رجال الأمن والإجراءات الأمنية. وقال شهود عيان من هناك إن هذه المجموعات ذات التوجه السلفي سيطرت على عدد من المساجد ويبثون الصوت بالمساجد داعيين السكان الى المشاركة في الجهاد المسلح «ضد الكفرة وغير المصلين» مما أدخل الذعر والبلبلة على الناس. وبالرغم من تعرض محافظة جندوبة الى خطر الفيضانات فإن هذا الأمر لم يساهم في إخفات أصوات هؤلاء بل إن تعنتهم زاد من حدة الأزمة التي تمر بها المنطقة. ففي الوقت الذي سخرت فيه قوات الأمن جهدها وإمكانياتها الوجستية لإنقاذ منكوبي الفياضانات، اضطر العشرات منهم الى ملاحقة السلفيين الذين روعوا السكان وأضروا بالأملاك العامة في ظرف كان من الأجدر إغاثة أكبر عدد من المواطنين المستغيثين جراء مداهمة المياه لمساكنهم وتعرض حياتهم الى خطر الموت غرقاً. ولا تزال المياه تتدفق بكميات كبيرة جداً وغير مسبوقة فيما تنشط قوات التدخل لإجلاء آلاف العائلات التي تتهددها مياه الأودية مما إنجر عنه عزل عدد من المدن والقرى عزلاً كاملاً.