ما دعاني للتطرق لهذه القامة السامقة.. وأقصد بها شخصية الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز.. هو ما خطه يراع الكاتب الاستثنائي الكبير الأستاذ صالح السليمان قبل أسبوعين حينما تطرق لحالة إنسانية جعلته يبعث برسالة على جوال رئيس نادي الهلال سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي بادر متدخلا ومتفاعلا مع الحالة فور وصول الرسالة إليه.. و كان تدخل سموه الفوري البلسم الشافي للوضع الإنساني الذي عرض عليه. هذا ورغم قناعتي ألا نحمل مسئولي الأندية فوق طاقتهم.. لأنهم منهكين ماليًا إلى الحد الذي يدعو والله للشفقة.. فالأندية كالبئر التي ليس لها قرار.. فمهما تضخ فيها من الأموال.. فهي تذهب في بعض الأحيان هباء منثورا.. وإنما التوسط الحميد لحالة إنسانية كالتي عرضها الزميل الأستاذ صالح السليمان أحيانا لا مفر منها. قبل بضع سنوات علمت بحالة صحية حرجة لشخص أقفلت في وجهه الأبواب عدا رحمة الله ثم من خصهم الله من عباده بقضاء حوائج خلقه.. وأردت مساعدة ذلك الشخص فلم أجد في فكري حينذاك مروءة ترقى قيد أنمله عن مروءة ذلك الرجل النبيل عبدالله بن مساعد.. فأرسلت له رسالة جوال بالحالة واسم الشخص وما هو إلا يوم أو بعض يوم إلا وقد أصبح ذلك الشخص يتلقى أفضل العلاج في أكبر مستشفيات جدة الخاصة.. بما جادت به مروءة الأمير النبيل جزاه الله خيرا.. وتكررت مرة أو مرتين بعد ذلك.. فكان صاحب المروءة التي تتوارى خلفها المروءات خجلا و خفرا من مروءة الأمير النبيل. إن أنجال الأمير الزاهد مساعد بن عبدالعزيز الذي أقبل على الآخرة وأدار ظهره للدنيا بما فيها.. وهو الأمير ابن الملك المؤسس.. و مع ذلك أقبل على الباقيات الصالحات في دار البقاء .. أقول إن أنجال سموه لمحظوظون بأبيهم الذي يقوم الليل ساجدا يدعو الله لأبنائه في سجود عظيم يستمر أحيانا للنصف ساعة وثلثها وربعها.. فما أسعدهم من أنجال لأمير الزهد والتقوى والصلاح. وبالعودة لأبي عبدالرحمن فإنه يشعرك هذا الرجل رفيع التهذيب ورجل المهمات الصعبة الأمير النبيل عبدالله بن مساعد عضو الشرف الهلالي ورئيس النادي الأسبق.. أقول يشعرك هذا الرجل بأن الخير لا يزال موجوداً في زمن تلاشت فيه كل قيم المصداقية والنخوة والطيبة وحسن الظن بالآخرين بل تلاشى فيه الخير بمعناه الواسع إلا من رحم ربي. إذا بحثت عن الخير المطلق فستجده متجسداً في الرجل النبيل وعضو الشرف الاستثنائي الرجل الشهم التلقائي البسيط عبدالله بن مساعد الذي كان خلف الكثير من الإنجازات الهلالية، ومنها مهرجان القرن للأسطورة سامي بن عبدالله الجابر. نعم عبدالله بن مساعد وراء الكثير من الإنجازات الهلالية قبل أن يكون رئيساً للهلال ثم وهو رئيس وأيضاً بعد أن ترك الرئاسة فلم يتخلَ عن ناديه يؤطر ذلك معدنه النادر فلم يخذل ناديه مثل الكثير من رؤساء الأندية الذين إذا غادروا كرسي الرئاسة تنتهي علاقتهم بالنادي أو قد يسعون لتعطيل أي إنجاز من بعدهم ولكن هذه لا وجود لها في قاموس أبي عبدالرحمن.. ولا في ديدن رؤساء الهلال المتتابعين والشهادة لله. الأمير النبيل أنجز الكثير للزعيم أثناء كونه عضو شرف قبل فترة ترؤسه، وها هو ينجز ما لم تنجزه إدارات أندية أخرى بقضها وقضيضها بعد ترجله من سنام الرئاسة.. وهذا هو ما يميز الزعيم أن رجاله أوفياء بصورة قلما تتواجد بكل صدق وأمانة في الأندية الأخرى كافة.. وتعلمنا منه أنه ليست قيمة الإنسان في الفضيلة التي يملكها بل في سعيه التلقائي لتجسيد الفضيلة على أرض الواقع لينهل منها الجميع ويستفيدون من خيرها. هذا وعندما أقول عن سموه إنه عراب الاقتصاد الرياضي.. فخير تأكيد على ذلك أنه مهندس عقد الزعيم مع موبايلي، وهو من فتح لكافة الأندية الأبواب على مصاريعها.. ونقلها العراب الرائع عقود الأندية من الملاليم إلى عقود مئات الملايين.. فهل هناك من يجروء على إنكار فضل عقلية عبدالله بن مساعد الاقتصادية على الأندية السعودية كافة؟!!.. حيث انتقلت بعد عقد القرن بين الزعيم وموبايلي إلى عصر لم تحلم به من قبل.. بل قد تكسرت مجاديف الكثير لرفع الملاليم إلى ريالات.. حتى أتى عراب الاقتصاد الكروي الأول وفتح الثروات العائدة من رعاية الشركات للأندية السعودية.. كثر الله من أمثال هذا الأمير الاستثنائي.. والله تعالى ولي الصالحين. نبضة : تابعوا جديد صحيفة الجزيرة وهو (الجزيرة أون لاين) فهي بحق تغنيكم و تكفيكم. التشيك - اوسترافا