ضم معهد الأنجال العديد من نجوم الأمس من اللاعبين الذين مثلوا أندية الرياض ومن بين هؤلاء مدافع المنتخب وأهلي الرياض الدولي السابق ناصر بن سيف الذي يروي لصفحة «نجوم الأمس» جانباً من ذكريات شبابه داخل أروقة معهد أنجال الملك سعود أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات الهجرية. يقول بن سيف: كنا مجموعة من لاعبي الأندية ندرس بمعهد الأنجال وكان هناك دوري لمدارس الرياض وبحكم أننا كنا نلعب في صفوف أندية العاصمة كنا لا نأتي للتمارين في المعهد استعداداً لدوري المدارس ونكتفي بالتدريب مع أنديتنا مما حدا بمدير المعهد المربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) ذات يوم ان أرسل المراقب بالمعهد عبدالله النجراني (رحمه الله) أثناء اليوم الدراسي وطلب منه ان يمر على كل الفصول لاستدعائنا لمقابلة مدير المعهد في مكتبه وهذا ما حصل.. فوجئت عند دخولي مكتب المربي الفاضل بوجود عدد من زملائي اللاعبين.. أذكر منهم نادر العيد، مبارك الناصر، سعيد بن يحيى، نبيل الرواف وكان هناك ملفات خاصة بنا وضعت على طاولة الشيخ عثمان وجلس بجانبه مدرس علوم الدين المربي الفاضل عبدالله بن عوين (رحمه الله) وذلك باتفاق مسبق بين الاثنين لتلطيف الأجواء وانهاء الموضوع بطريقة ودية. «سادسة أم سليم» مرفوضة في معهد الأنجال! وبعد دخولنا غرفة الإدارة أخذ الشيخ الصالح يتحدث معنا بلهجة صارمة وقال: المفروض ان تؤدوا تمارينكم بالمعهد استعداداً لدوري المدارس لأن المعهد هو الذي تبناكم.. وبعدها قام بإعطاء كل فرد منا ملفه بيده وطلب منا البحث عن معهد آخر. عند ذلك تدخل الشيخ العوين وكما سبق وان ذكرت.. كان هناك اتفاق مسبق مع الشيخ عثمان على ان تهدأ الأمور وتنتهي إلى خير وهذا ما حدث إذ تكلم العوين طالباً من المربي الفاضل السماح لنا هذه المرة وقال إن شاء الله يكونون عند حسن الظن مستقبلاً فرفض الشيخ عثمان ولكن باصرار من الشيخ العوين وافق على طلبه.. وأصبحنا نتمرن بالمعهد وانتصرنا في دوري مدارس الرياض وحققنا كأس البطولة وأتذكر ان حكم ذلك اللقاء كان الدولي السابق عبدالرحمن الدهام وبعد المباراة التي رعاها الشيخ عثمان الصالح تم تكريمنا باهداء ساعة لكل منا.. وكان الطرف الخاسر أمامنا فريق المعهد الصناعي الذي كسبناه بنتيجة 2/صفر. واسترجع ناصر بن سيف ذكريات بداياته الأولى مع معهد أنجال الملك سعود عام 1380ه قائلاً: قبل انتقالي للمعهد كنت أدرس بمدرسة ابتدائية (أم سليم) وكان والدي يعمل وقتها بامارة منطقة الرياض أواخر السبعينات الهجرية عندما كان الأمير نايف بن عبدالعزيز أميراً للرياض وبعد ذلك تم نقل مقر عمل والدي إلى الديوان الملكي بأمر من الملك سعود (رحمه الله) وذلك لحسن حظ والدي.. وعنئذ جرى تسجيلي بمعهد أنجال الملك سعود بحكم عمل والدي بالديوان وأتيت لمعهد الأنجال وأنا في الصف السادس ابتدائي بيد ان إدارة المعهد كان لها رأي آخر حين وضعت لي اختبارا للاطلاع على مستواي وهل استحقُ السادسة ابتدائي أم لا؟ وكان معي وقتها شهادة المرحلة السادسة من مدرسة أم سليم لكن بعد الاختبار أخبروني ان مستواي هو السنة الخامسة. فريق معهد الأنجال من اليمين وقوفاً المدرب عبدالله الصيداني، ناصر بن سيف، مبارك الناصر، مبارك بلال، بن ضاوي، عبدالرحمن الخريف، دحمان السلوم وجلوساً محمد العلي، لطفي، سعيد بن يحيى، نبيل الرواف، سعد الوعلان، زياد شعث، نادر العيد (1383ه) (مجموعة ناصر السيف) أشعرت والدي بذلك ولم يفاجأ حين قال لي لا بأس: استمر واجتهد وقد تضايقت بعض الشيء إذ كيف يكون معي شهادة السادسة معتمدة وارجع إلى الصف الخامس.. عموماً رضيت بما كتبه الله لي وأخذت أجد بالمذاكرة يحدوني الأمل ان أكون في عداد المتفوقين الأوائل وهذا ما حصل في نهاية العام الدراسي والذي عادة يتم فيه تكريم الطلبة الأوائل برعاية جلالة الملك سعود (رحمه الله) وحضور أولياء أمور الطلبة المتفوقين وعدد من أنجال الملك سعود وكان والدي (رحمه الله) حاضراً ذلك التكريم وقد واصلت دراستي حتى تخرجت من المعهد الذي اداره بكفاءة عالية المربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) وكان له دور مهم في تخريج الكثير الذين أصبحوا فيما بعد أعضاء فاعلين في المجتمع. ضوئية لشهادة بن سيف من معهد أنجال الملك سعود عام (1383ه) ناصر بن سيف