كتبت في هذه الجريدة الموقرة بتاريخ 25-3-1433ه مقالاً بعنوان (أفراحنا أتراح وأفراحهم أفراح) تناولت فيه الفرق بين احتفالاتنا في نجد وخاصة بالزلفي في مناسبات الزواج قبل ثلاثة عقود وعصرنا الحاضر، وأثنيت على أفراد عائلة السكران بالزلفي، الذين اشتهروا بالشعر والفزعات مع جماعتهم، وكان منهم المبرزون الذين يشار لهم بالبنان، وقلت إنهم - أي الشعراء منهم - يساهمون في إحياء ليلة الزواج من - باب الفزعة - بالشعر والمراد والعرضات، مما يضفي على المناسبة رونقاً جميلاً من البهجة والسرور، ولم أتطرق بتاتاً للغناء والطرب في وصفي لهم (بفرقة السكارين) كما هو متعارف عليه في تلك الحقبة، غير أن هذه الجزئية من المقال لم ترق لأفراد من عائلة السكران القديرة بالزلفي حيث فهمت بالخطأ وأحدثت جملة (فرقة السكارين) لبساً فيما يبدو عند البعض منهم، وقد اتصل البعض منهم وخاصة عميد الأسرة الشيخ الفاضل (عقيل السكران) بأشقائي بالزلفي، معبرين لهم عن امتعاضهم وعتبهم إزاء هذا الوصف، وتم إقناعهم بالمفهوم الذي أقصده وتفهموا ذلك مشكورين بعد أن ارتفع اللبس عن فهمهم، ولكني فوجئت برسالة في بريدي الإلكتروني من أخي الأستاذ الفاضل والصحفي المعروف راشد السكران يمتعض فيها من هذا الوصف الذي ورد في المقال، ويتمنى مني الإعتذار، ولأنني لست مكابراً، قلت له (لك العتبى حتى ترضى). وكما هو معلوم أن عائلة آل سكران بالزلفي من أكابر العوائل الكريمة والشريفة ذات القدر الرفيع في المحافظة، يمتاز أفراد أهلها بالكرم والنبل والأخلاق ليس بوسع كائن من كان تجاهل ذلك، فضلاً عن تمسك الآباء والأجداد من العائلة الكريمة بالدين وحب القيادة الرشيدة وولائهم المطلق لها مما جعلهم مواطنين صالحين، ساهموا مع بقية العوائل في تنمية الأواصر الاجتماعية والتكاتف في سبيل مدينتهم (الزلفي ) حتى لقبوا في ذلك الوقت بأهل الفزعة، وأفراد هذه العائلة الكريمة هم جماعتنا وأهلنا وأحبابنا وزملاؤنا وقبل ذلك جيران عمنا (ابن روق) رحمه الله، تربطهم به علاقة ود حميمة، قال جدهم الأكبر رحمه الله شعراً فيه لم نزل نحتفظ فيه لقيمته، فكيف أخطئ بحقهم؟! حاشاهم ثم حاشاهم، أن يلحق الوصف المفهوم بالمقلوب لهذه الأسرة العريقة التي منها المشايخ الفضلاء والمثقفين والأدباء والشعراء المبرزين ناهيك عن المسؤولين في الدولة، وفي هذه المقالة أعلن لجميع أفراد عائلة السكران صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً اعتذاري وأسفي الشديدين عما عساه فهم بالخطأ عن المراد الحقيقي بجملة (فرقة السكارين) وأقول لهم إن مرادي بها هم الشعراء المبرزين من أفراد العائلة الذين قدموا في تلك الحقبة أدواراً إيجابية ساهموا من خلالها بتنمية الحراك الثقافي والشعبي، وليس المراد بالفرقة بالمفهوم المعاصر من الغناء والطرب فحاشاهم ذلك وليس لهم علاقة بهذا اللون من الفن لا من قريب ولا من بعيد، ولعل الشباب منهم لم يدركوا أدوار آبائهم من قبل، فهذا في نظري إرث شعبي خال من المحاذير الشرعية، يجب تذكره والحفاظ عليه، لا سيما وأن من هذه الأسرة العريقة فحول الشعراء المعروفين، وأظن أن أفراد العائلة الكريمة يتذكرون الحلقات التلفزيونية التي أعددتها لبرنامج (جولة في مدينة) قبل سنوات مضت، واستضفنا فيها عميد الأسرة الشاعر الكبير (أحمد الناصر السكران رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) وكان لها قبولاً واسعاً من جماعتنا عامة وعائلة آل سكران بالذات، مما يكرس المفهوم السليم، الذي أردته بالمقال، وعلى كل حال أكرر أسفي واعتذاري لعائلة السكران بالزلفي عن هذا اللبس غير المقصود، وهم الذين ارتبط بهم وصف (أهل الفزعة) في تلك الحقبة وصار ملازماً لهم، ولا يزال الأبناء والأحفاد من هذه الأسرة العريقة والكريمة على خطى أجدادهم وآبائهم في تمسكهم بدينهم وحبهم لوطنهم وولائهم التام لقيادتهم، كما هوحال جميع أهالي محافظة الزلفي الكرام... ودمتم بخير.