عقد من الزمن، حافل بالعطاء ، تتفيأ ظلاله محافظة الزلفي، من خلال جائزة الفالح للتفوق العلمي، التي يحتفل بها أبناء المحافظة هذه الأيام في نسختها العاشرة بكل فخر واعتزاز. ناصر الفالح رحمه الله ؛ خلف أبناءً بررة، يعتبرون من خيرة أبناء الزلفي الطيبين الخيرين، سخروا إمكاناتهم المادية والعلمية في دفع عجلة التسابق في طلب العلم ، مما أسهم في وجود حراك ثقافي محمود، مساهمات هذه العائلة كبيرة وأعمالها في مجال الخير جليلة، ليس هذا مقام حصرها، ولكن كما يقال ( يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق) دعم كبير للجمعيات الخيرية وخاصة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وتخصيصهم جائزة سنوية تعنى بالتفوق العلمي والإبداعي، يكرم فيها طلاب وطالبات الزلفي، من المتفوقين والمتفوقات والمبدعين والمبدعات والموهوبين والموهوبات، والمعلم المتميز، لعمري ان مثل هذه الأعمال ؛ لا يضطلع بها إلا أصحاب العقول الكبيرة والنيرة، الذين لا يبحثون عن الشهرة ، بقدر ما يتطلعون لما عند الله من الخير والسعادة، أسرة كريمة لم تلهها مغريات هذه الدنيا عن واجبها الوطني، أسرة آل فالح ؛ أسرة عريقة صاحبة دين وصلاح، أدركت أن العلم ركيزة أساسية في سبيل رقي وتطور المجتمعات ونهضتها، فجائزة الفالح للتفوق العلمي والإبداع ، هي بلا شك باب من أبواب الخير وهدية ثمينة لأبناء محافظة الزلفي، يجب أن تقدر حق قدرها، وهي أحد روافد الدعم والمساندة للمسيرة التعليمية، ليس في الزلفي فحسب ؛ بل يتعدى خيرها لأبناء هذا الوطن الغالي، الذي يعيش نهضة شاملة غير مسبوقة في هذا العهد الزاهر، الذي تحظى فيه الحركة التعليمية ، باهتمام ودعم سخي من لدن القيادة الرشيدة ، إيماناً منها ، بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان المؤمن المتعلم الصالح ، ولا غرو فالزلفي، تملك مقومات التفوق والنجاح، وقد خرج من رحمها علماء ووزراء وأساتذة وأدباء وشعراء ؛ أسهموا مع غيرهم من أبناء هذا الوطن الغالي، في تحقيق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله، وفي دعم الحراك الثقافي والأدبي في المملكة. كل سنة، يجود (آل فالح) لأبناء الزلفي بهذه الجائزة، لتكريم كوكبة من أبناء وبنات المحافظة ، الفائزين بالجائزة في مختلف فروعها إضافة إلى تكريم المعلم المتميز على مستوى المحافظة، فهنيئاً لأبناء الزلفي، بهذه الجائزة ، وبهذه الأسرة الكريمة، التي ستظل ذكراها العطرة محفورة في أذهان أجيال الزلفي، لا شك أن ثمة أسرا أخرى في محافظات المملكة تضطلع بمثل هذه الخطوة الرائدة، ولكننا نطمح في المضي قدماً في هذا المجال. إنها فرصة ثمينة ومن منطلق التذكير ليس إلا! أدعو رجال الأعمال الخيرين الآخرين بمحافظة الزلفي وغيرها، بإعطاء هذا الموضوع مزيداً من الأهمية، كل على حسبه وفي مدينته ، لتقديم الدعم الآخر، في المجالات الخيرية الأخرى، فالأقربون أولى بالمعروف!، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. شكراً ألف مرة ومرة (لآل الفالح ) وغيرهم ، ممن يتعاهد مثل هذه الأعمال الرائدة؛ حقاً هم الفالحون بأعمالهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله، وتبقى (جائزة الفالح للتفوق العلمي والإبداع ) والجوائز المماثلة - في نظري- النموذج الفعال والرائد، لدعم الأنشطة التعليمية والثقافية في محافظات المملكة.