مشاهد وصور مأساوية، مشاهد للقتلى والجرحى مشاهد لأطفال حمص ودرعا الأبرياء الذي لا ذنب لهم، مشاهد الأرامل والثكالى والمرضى، في حماة وبابا عمرو إنها صور تعري حقيقة هذا الإنسان وحضارته المزيفة في هذا القرن الذي يدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وكرامته، وكأن هذا الشعب المضطهد ليس إنسانا له كرامة وحقوق تشمله المعاهدات والقرارات الدولية، وكما قالها خادم الحرمين وأعلنها مدوية صريحة (ثقة العالم اهتزت بالأمم المتحدة) وكيف لا تهتز وشعب يحاصر ويمنع عنه أبسط الحقوق، شعب يقصف بالصواريخ ويباد بالدبابات والمدفعية.. قتل وتدمير وهدم للبيوت وكأن هذا النظام الغاشم يخوض حربا شعواء لا هوادة فيها ونسي أو تناسى أنه يقاتل شعبا أعزل من الرجال والنساء والأطفال الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. إنها مأساة زيف الشعارات ووهن القرارات، ومدى التلاعب بالمصطلحات، إنها مأساة الظلم والعدوان، مأساة تسلط القوي على الضعيف، مأساة تضرب بالقرارات والمعاهدات الدولية عرض الحائط، والتي انقلبت فيه الموازين حتى أصبح المعتدي الظالم صاحب حق مشروع!!... وما الفيتو الروسي والصيني إلا أكبر دليل على تبلد الحس وغلبة المصالح الشخصية التي أعمت الأبصار عن مشاهدة المجازر والفظائع بحجة عدم وضوح الصورة وعدم كفاية الأدلة المبنية على توثيق الشهود العدول الذين يثبتون هذه الوقائع ويقرون بوجودها!! ونسوا أن شاهد هذه المجازر وهذا التدمير هو العالم كله والذي يتابعها صوتا وصورة على مدار الساعة، يتابع فصولها ويستعرض مراحلها.. أطفال تُيتم ونساء تُرمل وتخويف وتجويع وإرهاب وترويع. مشاهد وصور الأبرياء الذين لا ذنب لهم، مشاهد الأرامل والثكالى والمرضى، إنها صور تعري حقيقة هذا النظام البربري الغاشم، الذي لا يحترم أي معاهدات أو قرارات ولا يقيم وزنا للمبادئ والقيم.. ومع ذلك فقد ضرب هذا الشعب المظلوم أروع المثل في الصبر والصمود. تجدهم مع الإرهاب المنظم مطمئنين ثابتين لأن يقينهم بالله قوي، وإيمانهم بمبادئهم ثابتة لا تتزعزع يعلمون أن مع العسر يسرا، والفجر الصادق لا يأتي إلا بعد الظلمة الحالكة وكل محنة في طيها منحة، الظلم والاضطهاد يصنع الأبطال، والحصار والتجويع يضع النقاط على الحروف. نبراسهم في ذلك {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ}، وشعارهم {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ مثله..} فصبرا يا أهل الشام، صبرا يا نساء حمص وأطفالها صبرا يا أهل درعا فإن الفرج قريب والنصر آت والعاقبة للمتقين... وختاما شكرا لقرارات ومبادرات ولاة أمرنا ووقفتهم المشرفة والتي أعلنها أسد الخارجية ووزيرها الأمير سعود الفيصل (بأنه لا يجوز التهاون مع حجم التصعيد الخطير الذي تشهده سوريا في ظل خيبة الأمل من موقف مجلس الأمن الدولي..) (وإن الدماء الزكية التي تراق كل يوم على أرض سوريا الحبيبة لا يمكن أن تذهب هدرا وأن من ثبت تورطه في هذه الأعمال المشينة يجب أن تطوله يد العدالة الدولية وأن يُعرض أمره على محكمة الجنايات الدولية).