حذرت منظمة العفو الدولية من أن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات الثوار «بدون عقاب» تهدد الآمال في ليبيا جديدة، بينما يستعد هذا البلد للاحتفال بالذكرى الأولى لاندلاع ثورته. وقالت دوناتيلا روفيرا المستشارة الخاصة لمنظمة العفو الدولية المكلفة الإزمات والنزاعات مساء الأربعاء «قبل سنة جازف الليبيون بحياتهم من أجل المطالبة بالعدالة, لكن آمالهم اليوم معرضة لخطر ميليشيات مسلحة لا تحترم قانوناً ولا معتقدات وتدوس حقوق الإنسان من دون أي عقاب». ودعت الى تحقيقات حول «التجاوزات الخطيرة» بما فيها «جرائم حرب» التي ترتكبها تلك الميليشيات بحق أنصار معمر القذافي، مؤكدة أن «معتقلين يحتجزون بشكل غير قانوني ويتعرضون الى التعذيب أحياناً حتى الموت». وأعلنت روفيرا أن «معظم ميليشيات ليبيا خارجة عن السيطرة ويشجعها الإفلات من العقاب على ارتكاب مزيد من أعمال العنف ما يزيد في انعدام الاستقرار والأمن في البلاد». وتابعت أن «ما لا يقل عن 12 شخصاً تعتقلهم الميليشيات قتلوا منذ سبتمبر بعد تعرضهم للتعذيب وكانت جثثهم تحمل رضوضاً وجروحاً وكانت أظفار بعهضم مقتلعة». وروى معتقلون في طرابلس ومن حولها وفي الغريان ومصراتة وسرت والزاوية لمنظمة العفو أنهم «علقوا في أوضاع ملتوية وضربوا طيلة ساعات بالسياط والكابلات وأنابيب البلاستيك وسلاسل من حديد وقضبان الحديد». وأضافت أنه «لم يتم أي تحقيق حول انتهاكات خطيرة سواء إعدامات خارج إطار القضاء بحق معتقلين او جرائم حرب أخرى بما فيها قتل 65 شخصاً عثر على جثثهم في 23 اكتوبر في أحد فنادق سرت كان يستعمل قاعدة لمقاتلين قدموا من مصراتة». من جهة أخرى, تقرر الأربعاء تأجيل أول محاكمة لنحو أربعين من أنصار النظام الليبي السابق أمام محكمة عسكرية في بنغازي الى 22 فبراير في غياب المتهمين، حسبما أفاد أحد محامي الدفاع. وقال المحامي حسين غنيوة الذي يدافع عن خمسة من المتهمين أنه لم يتم إحضار المتهمين الى المحكمة «لأسباب أمنية على الأرجح». وكانت المحاكمة التي تشمل 41 شخصاً متهمين بالتآمر على الثورة الليبية، بدأت في 5 فبراير لكنها تأجلت في المرة الأولى بطلب من الدفاع. واعترضت هيئة الدفاع التي تضم حوالي 15 محامياً على إجراء المحاكمة أمام محكمة عسكرية لأن معظم المتهمين مدنيون. وأوقف المتهمون في أواخر يوليو في بنغازي التي كانت آنذاك «عاصمة» الثورة في شرق البلاد، بعد هجوم دام شنه اثوار على مجموعة من أنصار النظام السابق. وأدى الهجوم الى مقتل 15 شخصاً من بينهم أربعة من الثوار.