الجزيرة خالد العيادة - محمد اللويحق لم يدر بخلد الكثيرون أن تظاهرة الجنادرية ذات الصبغة الثقافية البحتة ستصبح يوما ما موسما يحقق المزيد من الإيرادات المالية للمواطنين، وكشفت «الجنادرية 27» بأن هناك العديد من المنتجين الحرفيين ومحترفي الصناعات اليدوية من مختلف مناطق المملكة يجدون في الجنادرية المنفذ المثالي لتسويق منتجاتهم. كما كشفت الجنادرية بأن هناك سوقا ضخما داخل المهرجان يتم خلاله تداول مئات الآلاف من الريالات يوميا، وأنفق أكثر من مليون وثلاثمائة ألف شخص زاروا الجنادرية خلال الثلاثة الأيام الأولى مبالغ مالية كبيرة عبر رغبتهم اقتناء المنتجات التي تعرض أثناء فعاليات المهرجان خصوصا المنتجات التراثية، بالإضافة إلى الفرص الوظيفية التي تطرحها العديد من الجهات. وقال اقتصاديون: إن ماتشهده ساحة المهرجان من عروض للمنتجات الحرفية والتراثية يحفز إطلاق أسواق شعبية لهذه المنتجات بمدن المملكة المختلفة كونها ستحقق مردودا اقتصاديا جيدا للمملكة وتوفر المزيد من الفرص الوظيفية للسعوديين والسعوديات وكبار السن كما أنها تمثل متنفسا سياحيا للأسر السعودية.. «الجزيرة» بدورها قامت بجولة داخل الجنادرية للوقوف على المردود الاقتصادي للمهرجان الحالي. إيرادات جيدة وإقبال على المنتجات التراثية بداية التقت (الجزيرة) بالمواطن صالح العايد من المدينةالمنورة يعمل في محل تنور ويقوم عبرها بطبخ اللحم والمندي و»رؤوس الخرفان» يقول العايد: «أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 17سنة»، وحول الإيرادات المالية التي يحققها خلال أيام المهرجان قال: دخلي العام الماضي تجاوز عشرين ألف ريال خلال أسبوعين وأتمنى أن يزداد خلال المهرجان الحالي. ويضيف المواطن رضا زيتوني الشريف صاحب إحدى المحلات بالجنادرية: نقوم بعمل السبلية والسحلب والفاشورية والترس والحلبة وهي منتجات غذائية شعبية اشتهرت لدى أهل الحجاز وأضاف: يوفر المحل 4 فرص وظيفية مؤقتة للسعوديين والدخل يتجاوز 36 ألف ريال خلال أيام المهرجان. بينما يرى المواطن صالح آل دغمان من نجران أنه وجد في الجنادرية منفذا لتسويق منتج «السدو» ويصنع من صوف الغنم والماعز ويدخل في صناعة بيوت الشعر والسجادات المشغولة يدويًا. وأوضح أنه يحصل على مردود جيد حيث يكلف بيت الشعر» 3×4م» 25 ألف ريال. وعزا ارتفاع سعره إلى غلاء الصوف وطالب صالح هيئة السياحة بدعمه في ظل ارتفاع المواد الخام وأضاف: نتمنى من الجهات المسؤولة دعم هذه الصناعة لأن مردودها جيد جدًا ونخشى من أن تنتهي هذه المهنة التي تعد إحدى الحرف التراثية المهمة التي يحتاجها الناس في الوقت الحالي وفي جانب آخر من المهرجان.. التقت «الجزيرة» بالمواطن حمد العلاض من أملج والذي قال: نقوم بعمل «الخوص» من سعف النخيل والمراوح والمكانس والسفر وهي مهنة قديمة وعن أسعار منتجاتهم قال: سعر السفرة ب20 ريالاً والمروحة ب4 ريالات والقبع ب10 ريالات والسلة ب10 ريالات. وأضاف: حققت خلال المهرجان الماضي أربعة آلاف ريال. وتحدث المواطن محمود الجهني من أملج أيضا قائلاً: أعمل في صناعة أشرعة السفن ومجاديف القوارب واستخراج الأصداف من البحر وأمارس هذه المهنة منذ 50 عاما. وأضاف: في الماضي كان المردود جيدًا جدًا وكنا نذهب للبحر ونحضر الصدف ونذهب للسويس. وتابع: تقدمت لبنك التسليف وقدم لي قرضاً ب70 ألف ريال. ويضيف المواطن سالم حويل من الأحساء والذي يعمل بمهنة الحدادة وصناعة الخناجر والسيوف بأن منتجاته تلقى طلبا كبيرا بالمهرجان وقال: أحقق مبيعات جيدة وفي العام الماضي حققت إيرادات ب 15 ألف ريال. وقال حويل: إننا نحتاج دعمًا ماليًا للحفاظ على صناعة هذا النوع من التراث. وفي محل لتصنيع الجلود التقت (الجزيرة) بالمواطن محمد سالم العبية من نران الذي قال: إننا نقوم بصناعة «ميزب الأطفال» وسعره 120 ريالاً والجشة وتوضع بها أغراض الجمل وسعرها150ريالاً والعميل وهو من جلد التيس وسعره 50 ريالاً ومنظف القهوة وسعره 150ريالاً وأصناف: دخلي العام الماضي تجاوز 6000 ريال. وفي محل لبيع أدوات التقطيع والتكسير التقت «الجزيرة» المواطن عيسى والذي قدم من المنطقة الشرقية لعرض إنتاجه خلال المهرجان وقال: أقوم بعمل الفأس والقدوم والسكاكين والمحش والمجدل والسواطير والأوسمة والمحماس والمركابة والمساحاة والفاروع وهذه المعدات تجد طلبا كبير خصوصا من المزارعين فسعر الفأس يتراوح من 40 إلى 100 ريال والمسحاة ب50 ريالاً والسكين ب35 ريالاً. (الجزيرة) التقت أيضا بالمواطن محمد العسيف حيث قال: أعمل في إعداد براميل الأرز والماء والمنافذ والطشوت وصحون الحلوى والمقالي وبراميل القار. وأضاف: بعض هذه المعدات غير مستخدم حاليًا سوى مناقد الفحم ودخلي السنوى خلال المهرجان في حدود ال 10 ألف ريال. دعوة لإطلاق أسواق شعبية من جانبه أكد اقتصادي أن المملكة لم تعد وجهة دينية لزيارة مكةوالمدينة وإنما وجهة اقتصادية وسياحية ومهرجان الجنادرية أصبح معلما كبيرا كسب صفة العالمية خلال السنوات الماضية وقال الدكتور عبد الله المغلوث: أرى أن يتحول هذا المهرجان لموقع دائم يدر إيرادات قوية للمنتجين والعاملين السعوديين في مختلف المجالات سواء الفنادق أو الإيواء أو التنقل والإعاشة. وأضاف: عندما يأتي الزائر سيحمل معه مبالغ يشتري بها ويضخها في السوق لاقتناء المنتجات السعودية والشعبية وبالتالي يعكس مردودًا اقتصاديًا على المواطن والبلد مما يسهم في نمو الاقتصاد الوطني. واتفق معه الإعلامي والاقتصادي راشد الصانع قائلاً: أتمنى أن تستغل هذه المهن الحرفية لتعود بالنفع على كثير من الأسر المنتجة التي تعمل فيها وتبرز التاريخ الثقافي والتراثي المتنوع في المملكة بشكل منظم ويكون بمسمى سوق شعبي بحيث يتماشى الجانب الاقتصادي مع الجانب الثقافي على خط متوازي ويمكن للمختصين إبراز هذه الفكرة وإخراجها إلى الواقع بشكل جميل. وأضاف الصانع: المهرجان يحمل أفكارا تدعم توجهات تنويع مصادر الدخل من خلال تنشيط الفعاليات السياحية وخلق وظائف جديدة للسعوديين ولكبار السن ولمزاولي المهنة الحرفية وكذلك يخلق وظائف للنساء في بيوتهن ويعرض ما ينتجنه في السوق الشعبي. فيما رأى الاقتصادي عبدالحميد العمري أن فكرة إنشاء (سوق شعبي للمملكة) تعتبر فكرة جيدة جدًا ويمكن طرحها في عدد من المدن وأضاف: مثل هذه الأسواق ستخلق فرص وظيفية كثيرة كما أنها تمثل منفذا لعرض منتجات الأسر السعودية المنتجة ورأى العمرى أن هناك العديد من المزايا التي ستترتب على مثل هذه الأسواق أبرزها تحقيق مردود اقتصادي جيد إضافة إلى خلق وظائف للسعوديين والسعوديات وكبار السن كما أنه تمثل متنفسا سياحيا للأسر السعودية وتعرف العالم بتراث المملكة والصناعات القائمة عليه إضافة إلى ربط الأجيال بتراث آبائهم وأجدادهم وصناعاتهم القديمة. ورأى الاقتصادي خالد الحميضان بأن مثل هذه الأسواق يمكن أن تطرح عبرها المنتجات الحرفية والتراثية والتي تكون صناعتها سعودية 100% وستساهم مثل هذه الأسواق في صناعة المزيد من الفرص الوظيفية بما يقلل من حجم البطالة خاصة للطبقة المعنية بصناعة التراث الشعبي. وأضاف: يجب أن تكون مثل هذه الأسواق تحت إشراف وزارة التجارة وهيئة السياحة دعما من هاتين الجهتين للصناعات الحرفية مثل الناعة القائمة على النخيل والجلود وصناعة الأحجار الكريمة والحلى والتحف. وقال الحميضان: إن مثل هذه الأسواق سيكون لها ميزة أخرى وهي توفير معالم سياحية بالمدن يرتادها السواح المحليين والأجانب.