أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين أنه يدعم مبادرة الجامعة العربية إرسال قوة دولية عربية مشتركة إلى سوريا لوضع حد لأعمال العنف في هذا البلد. وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «ندعم بقوة أي مبادرة» ترمي إلى وضع حد فوري للقمع الدامي «بما في ذلك انتشار عربي أكبر على الأرض بالتعاون مع الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف». وأوضح «أننا على اتصال مستمر مع الأمين العام للجامعة العربية والأممالمتحدة لمناقشة الطريقة التي يمكن أن يتحقق بها ذلك في أسرع ما يمكن». كما رحب وزير الخارجية الألمانية فستر فيلي بالقرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية «لتسوية الأزمة السورية» فيما يتعلق بالوضع المأساوي, وذلك عشية زيارة الأمين العام للجامعة نبيل العربي إلى برلين, حسبما ذكر متحدث باسم الخارجية. من جهته, قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن روسيا تدرس اقتراح الجامعة العربية نشر قوة مشتركة من الأممالمتحدة والجامعة في سوريا لكنه أكد ضرورة وقف لإطلاق النار في سوريا قبل إرسالها. وقال «ندرس هذه المبادرة وننتظر من أصدقائنا في الدول العربية توضيح بعض النقاط» معتبرا أن هذا الأمر سيتم «في الأيام المقبلة». بدورها, قال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين أن بلاده تدعو مجددا أمس إلى وقف أعمال العنف في سوريا عبر «الحوار» و»الوساطة السياسية» وامتنعت عن تأييد الدعم المادي الذي تريد الجامعة العربية تقديمه للمعارضة السورية وتشكيل قوة دولية عربية. ورداً على قرارات الجامعة العربية, أكدت دمشق أمس أنها مصممة على «تحقيق الأمن والسلام» رغم القرار للجامعة التي دعت إلى تشكيل قوات مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف لإطلاق النار. وأكد سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد رفض بلاده «جملة وتفصيلا» قرار الجامعة. من جهة أخرى, أكد ناشطون سوريون رفضهم تدخل تنظيم القاعدة بشؤون «ثورتهم» غداة الكشف عن دعوة أطلقها زعيم التنظيم أيمن الظواهري دعمه «للانتفاضة» في سوريا داعيا إلى «الجهاد». وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان «نرفض بشكل قاطع هذا التصريح وأي محاولة تدخل لتنظيم القاعدة في شؤون ثورتنا». وشددت الهيئة في بيانها على انه «شعب يناضل في سبيل حريته وكرامته وبناء دولة وطنية ديموقراطية تساوي بين المواطنين جميعا وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة وتقيم علاقات إقليمية ودولية على أسس الحق والتعاون وتبادل المصالح». وعلى الصعيد الميداني, تجددت العمليات التي يقوم بها الجيش السوري على معاقل الاحتجاج ضد النظام رغم قرار الجامعة العربية التي دعت إلى إرسال «قوات عربية أممية» لحفظ السلام على أراضيها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القصف تجدد على مدينة الرستن إثر محاولة اقتحام فاشلة نفذتها القوات السورية فجراً من المدخل الجنوبي للمدينة وتصدت لها مجموعات منشقة». وأشار المرصد إلى أن عملية الاقتحام أدت إلى «مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وتدمير آلية مدرعة»، موضحا أنه «لم ترد معلومات موثقة حتى الآن عن الخسائر البشرية أو المادية داخل مدينة الرستن التي نتيجة عن القصف بسبب صعوبة الاتصالات». وفي حمص، قال المرصد إن «حي بابا عمرو يتعرض منذ الصباح لقصف متقطع بقذائف الهاون من قبل الجيش السوري». ويحاول الجيش وقوات الأمن السورية منذ ثمانية أيام إخضاع حمص. وفي حماة، أشار المرصد إلى «استشهاد مواطن بعد منتصف ليل الأحد الاثنين إثر إصابته براص قناصة في حي طريق حلب». وفي ريف درعا (جنوب)، تحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة واعتقل أربع نساء هن أمهات عناصر منشقة».