حين صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بضرورة إلغاء أية مظاهر احتفالية سواء موسيقية أوعرضة لافتتاح الدورة السابعة والعشرين لمهرجان الجنادرية، قُوبل هذا القرار بارتياح كبير وترحيب واسع في الوسط الفني والإعلامي والشعبي السعودي. وحقيقة فقد بادر الزملاء في مهرجان الربيع القطري بإعلان موقفهم مباشرة بعد صدور قرار المليك الذي طارت به وتناقلته كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية وبشكلٍ عاجل. مهرجان ليالي فبراير كان له مع الموقف حكاية وضعت حولها علامات استفهام وتعجب، وكنا قد جهزنا مادة صحفية قبل صدور قرارهم كان عنوانها (تكتل سعودي كويتي يُلغي مهرجان ليالي فبراير)، لكن الزحف الإعلاني حال دون صدور العدد ونشر الخبر في كافة وسائل الإعلام في اليوم الثاني، فلم يعد له حاجة في النشر لدينا في عدد الخميس. كنَّا نقصد بالعنوان أن نبيل شعيل أعلن موقفه الصريح، تبعه إلى ذلك الفنان رابح صقر ثم نوال الكويتية وعبادي الجوهر، ثم اضطر المهرجان للاجتماع أكثر من مرة بين أن نلغي أو نستمر حتى صَدَر أمر بإلغاء المهرجان (الفني) بعد أن أعلنت وزارة الإعلام الكويتية أنها لن تعرض هذه الفعاليات على شاشاتها أو أثيرها. من حقنا هنا أن نفرح كثيراً بمثل هذه المواقف، ومن حقنا أيضاً أن نفخر بريادتنا في مثل هذه الحالات التي تحتاج حكمة وشجاعة، وأظنني هنا لا أزايد على موقف كهذا. في لقائه معنا الأسبوع الماضي قال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز إن خادم الحرمين الشريفين يرى ما لا نرى، وسمعته قالها على شاشة التلفزيون السعودي، وهي كلمة جعلتني أفكر كثيراً في قرار كهذا وقرارات أخرى، وهي تُفضي إلى أن القائد يعلم أبعاد المشهد أكثر من غيره.