لا بد أن يعي النصراويون الآن، أن المنافسة المزعومة مع الهلال تحديداً قد انتهت، وقد تكون ولت دون رجعة، ولم يعد في الواقع المشاهد مجال لمن يتغنى بها، والأجدى بمن يهمه بقاء النصر تحت الأضواء أن يبحث عن فريق يقل بقدراته وإمكاناته كثيراً عن الهلال ليبدأ المنافسة معه لعله يحقق بعض ما ينافس عليه، أما التمسك بمنافسة الهلال ومن هم على شاكلة الهلال إدارة وإمكانات من الفرق الكبار الآن بعطاءاتها ونتائجها، فلا أظن أنها ستجلب لكل نصراوي إلا ما لا تحمد عقباه، فالحقيقة تقول ومن يغالط الحقيقة يغالط نفسه وواقعه، أن الهلال والكبار معه حتى وهم في أسوأ حالاتهم سيستمرون في حصد البطولات والتميز بالأرقام والمهارات، وسيبقى النصر وهو في أحسن حالاته يحلم فقط مجرد حلم بالفوز على الهلال في مباريات كانت تسمى في زمن النصر دربي، لكنه لا ينجح غالباً.. لن أقول إن نادي النصر، مفروض عليه فكر وطريقة وأسلوب أشخاص بعينهم مهما تغير لاعبوه أو إداريوه ومدربوه، ففشل مدرب أو اثنين أو لاعب مع فريق كرة قدم في عرف اللعبة مقبول لكن أن يفشل كل مدرب وكل لاعب وكل إداري يعمل في النصر أو يحب النصر فالمسألة تشير بوضوح إلى أن من يدير النصر إنما يديره بفكر لا يتغير، والحال هكذا لا أتوقع أن يكون للنصر من حيث المنافسة في الواقع المنظور إلا أن يحدث الله أمراً أشبه بالمعجزة، ولكني سأقول على الرغم من أني لا أرى في نادي النصر الآن ما يجعله ينال جزءاً من تعاطفي أو تقديري السابق كمشجع له، هذا إذا استثنينا تعاطفي معه لأنه يذكرني بالعرب عموماً وقدرتهم على البكاء والصراخ دون أن يحدثوا الفعل المطلوب، والتغني بالأمجاد التي كانت مع أن العالم من حولهم سار متقدماً عليهم بمساحات لا يمكنهم من اللحاق بها في فترة جيل أو جيلين، إن ما يحتاجه النصر الآن إعادة تقييم وضعه ومكانته، بصدق دون مكابرة، ليبدأ من حيث يجب أن يبدأ، فالتاريخ الذي حفل بأحمد الدنيني ومحمد سعد وماجد عبدالله ويوسف خميس وغيرهم، مضى ولن يعود، وتاريخ من وضعوا النصر في مكانه مع الكبار ينافسونه لا ينافسهم ليرتقوا بمستوياتهم، أيضاً مضى ولن يعود إلا أن يشاء الله، والحال الآن تختلف، والتمسك بوهم أن نادي النصر لا يزال النادي نفسه الذي كان يكنى بفارس نجد العنيد، والغني بإمكانات ومهارات وروح لاعبيه، لن تحقق إلا المزيد من الآلام والإخفاقات للنصر، لأنه يبدأ من مكان يفوق قدراته الحالية مع الكبار وهو لا يستطيع مجاراتهم فينكشف حاله بمجرد مضي أسبوع أو أسبوعين من زمن المنافسات المحلية.. الخطوة الأولى للنصر، إن أراد أن يعود، أن يعرف حجمه الطبيعي وينطلق منه دون تفخيم ومكابرة، ويعرف القائمون عليه إمكانات ناديهم ليحددوا مع من يتنافسون وفق ما يملكونه من إمكانات وقدرات، ربما ينجحون في بعض منافساتهم عوضاً عن تكرار الإخفاقات والوعود التي لا تأتي إلا بالمزيد منها.. لا يحصد تبعاتها غير جمهور تكنى بالعديد من المسميات لكنه توارث عدم الثقة والهزيمة مسبقاً حتى وإن أدعى غير ذلك... والله المستعان..