استيقظت الساحه الشعبية على خبر مفرح يُعد نقله نوعيه لمشوار المرأة الشاعرة وتواجدها في ميدان المنافسة حيث أعلن من خلال (ملامح صبح) الأحد الفائت عن اعتماد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة نص الشاعرة المعروفة مستورة الأحمدي " رحمها الله " والذي سبق أن تقدمت به لإدارة المهرجان العام الماضي ليكون أوبريت الجنادريه 27 لهذا العام إلى جانب الشاعرة نجلا المحيا(معتزة) ولاشك أن اختيار شاعرة بحجم مستورة الأحمدي لتكون أول اسم نسائي يقتحم هذا المجال سيسهم في نمو الحركة الشعرية النسائية بين بنات جنسها اللاتي ربما يجدن فيه فضاء متسع يُحلقن من خلاله للتَّغني بالوطن ومليكه ولكن اعتماد نص الشاعرة عقب وفاتها يفتح لنا بوابة للعديد من التساؤلات حول ما إذا كان هذا الاختيار تكريمياً أم هو اختيار مسبق لم يكتب له الظهور ، البلاد استطلعت آراء الشاعرات السعوديات حول هذا الاختيار وتوقيته ودوره في شحذ هممهن للمشاركة في الأوبريتات القادمة. البدايه كانت مع الشاعرة زينة الناصر حيث قالت: من وجهة نظري أن هذا الأمر طبيعي لتعطى الشاعرة الفرصة للكتابة للوطن في مثل هذا المحفل الكبير.. أما اختيار اسم الشاعرة مستورة الأحمدي رحمها الله فهي جديرة بدون شك بهذا الاختيار لما تتميز به من شاعرية وتجربة ثرية. أما عن تأخر اختيارها فلقد بات من الطبيعي في كل الدول أن يموت المبدع حتى يحيا الآخرون وفي بلادنا ننسى أدبائنا ومثقفينا حتى يذكرنا بهم الموت فنضطر لتكريمهم كفارة للنسيان، وبالطبع هذا الاختيار يُعد دافعاً قوياً للشاعرات للمتابعة والمشاركة الوطنية متى ما منحت هذا التشريف. الشاعرة النجلاء أضافت بقولها: لاشك أن اكتساح المرأة لساحة الجنادرية والشدو بحروفها في أضخم عمل على الساحة الفنية لارتباطه بالجنادرية شيء لا يُستهان به وأمر مفرح جدا ًبالتأكيد.. ولكن لا أُخفيك بأني شعرت بتلك العبرة تخنقني وذلك الحزن يشوه ملامح فرحتي إذ أن الاختيار جاء متأخر قليلاً. وربما لأننا اعتدنا في مجتمعاتنا العربية أن تكريم المبدعين والاحتفاء بهم كما ينبغي لا يكون إلا بعد وفاتهم. ارتباط اسم أي شاعر أو شاعرة بالجنادرية يُعد مفخرة له فما بالك بالأوبريت . أماعن مشاركتي، ربما أشارك ولكن أتمنى أن يتم ذلك قبل أن يكون اسمي ضمن قائمة الوفيات. الشاعرة ونة شاركتنا بقولها: سررت جداً لهذ ا الاختيار الذي يعتبر تكريماً للشاعرة مستورة بعد وفاتها " رحمها الله " أما عن تأخيره إلى هذا الوقت فهو أمر متعب لأننا للأسف لا نتذكر المبدعين إلا بعد وفاتهم ولماذا لم تفرح كمبدعة بهذا الأمر في حياتها، وبالتأكيد فإن الكتابة للجنادرية شرف ووسام على صدر كل شاعر وشاعرة يحظى أوتحظى به. بدورها عبَّرت الشاعرة بنت المصيف بقولها: حقيقة كنا نترقب من سيكون لها السبق في كتابة أول أبريت للجنادرية، التوقعات لم تكن جديرة بالإفصاح عن هذا الاسم المنتظر واختيار نص الشاعرة مستورة الأحمدي " رحمها الله " كان بمثابة العيد لنا فهي " رحمها الله " قلم جميل ولا غرابة عندما نرى أول أوبريت نسائي بتوقيعها " رحمها الله " وهو لم يتأخر وأعتقد أن القرار في أن يكون أوبريت الجنادرية بقلم نسائي هو من أتى متأخراً وبخصوص مشاركتي ، الأماني تطول وتطول ولا شك هناك أسماء تكبرني شعراً في الساحة وهي من توجَّه إليها الأنظار في السنوات القليلة القادمة. الشاعرة رنين الذهب.. تقول: هذا الخبر كان مفرحاً بدرجة كبيرة خاصة أن اسم مستورة الأحمدي " رحمها الله " يمثل رمزأً للأنثى الشاعرة في عصرنا الحاضر ولاشك أن اختيارها يعتبر تكريماً لكل الشاعرات وإن تأخر كثيراً لكن هو انتصار بحد ذاته أما عن المشاركة في الجنادرية فهي حلم لكل شاعر وشاعرة بالتأكيد وأتمنى أن أحظى بهذا التكريم في مشواري الشعري وفي حياتي قبل أن تنتقل روحي إلى بارائها. توضيح لابد منه مع شكرنا للأخوات الشاعرات اللائي تفاعلن مع خبر اعتماد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة للنص المقدم من الشاعرة مستورة الأحمدي يرحمها الله ليكون أوبريت الجنادرية المقبل، أود أن أوضح الآتي: أولاً : بعد انقضاء فعاليات مهرجان الجنادرية 25، أعلن سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله عن إتاحة الفرصة للشاعرات السعوديات للمشاركة في كتابة أوبريت المهرجان الذي يليه وتقدم بحسب علمي لإدارة المهرجان عدة شاعرات بنصوصهن تقديراً للدعوة الكريمة من قِبَل سموه وكان من بينهن الشاعرة الراحلة مستورة الأحمدي والتي كان نصها الأنسب لهذا الغرض وأعطيت الموافقة المبدئية عليه في حياتها يرحمها الله ولكن ورغبة في موكبة الأحداث التي مرت بها بلادنا العام الماضي تم تأجيله إلى المهرجان27 . ورشح سموه لضيق الوقت الشاعر عبدالله الشريف الذي تشرَّف بكتابة الأوبريت الماضي في ثلاثة أسابيع فقط بحسب علمي. ثانياً: من خلال ما تقدم يتضح أن ظروف التأجيل حتمية وأن الشاعرة كان لديها علم مسبق بهذا التشريف في حياتها وهذا مالم تحرمها منه إدارة المهرجان بعد وفاتها، فشكراً لسمو الأمير متعب على تقديره للشعر والشعراء وعلى وفائه لهم وانتصاره لتجربة كل منهم أماعن الموت والحياة فهي خارج إرادة البشر كما يعلم الجميع، وهذا ماوجب إيضاحه للجميع بحسب معرفتي المسبقة به. هليل المزيني