كثرت الأحاديث هذه الأيام عن دور السينما والمسرح وبدأت الصحف تنشر عدة مقالات وتصريحات مسؤولين كبار مثل سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف أمين مدينة الرياض ومعالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وغيرهم حول الاستعداد وعدم الممانعة لإنشاء دور سينما ومسرح بالمملكة، كما أن هناك عدة مقابلات تلفزيونية مع عدد من الأشخاص تدور حول دور السينما والمسرح. وهنا أود أن أشارك وأدلي بدلوي في هذا الشأن والأمر المهم، ولن تكون مشاركتي حول جواز أو عدم جواز إنشاء دور السينما والمسرح، أو حول السماح من عدمه، حيث إن ذلك من اختصاص الجهات المسؤولة من مفتين وعلماء دين وجهات اختصاص، إنما سوف تقتصر مشاركتي حول المنفعة الاجتماعية والاقتصادية من وجود دور سينما ومسرح. فالجانب الاجتماعي يتطلب وجود سبل لحل مشاكل الشباب وقتل فراغهم فيما ينفع أو على الأقل لا يضر وكذلك المقيمين وفراغهم، فوجود مثل دور السينما والمسرح سوف يخفف بشكل كبير تسكع الشباب بالشوارع والمناطق المشبوهة.. وتواجدهم في أماكن معروفة ومراقبة عن عبث الشباب بأمور لا تقبل مثل التفحيط والسرقة والمخدرات.. إلخ، وما ينطبق على السعوديين ينطبق بشكل أو بآخر على المقيمين من الأجانب، أن ما ينطوي عليه كثيراً من شبابنا بإضاعة الوقت في أجهزة الكمبيوتر بما لا يفيد وربما يكون هناك انحرافات كثيرة للشباب من جراء ذلك، كما أن مشاهدة التلفزيون على انفراد يشجع الشباب على العبث والبحث عن قنوات مخلة بالآداب والأخلاق والقيم وربما تستدرج الشباب والشابات إلى أمور أكثر خطورة مثل الانحراف بشتى أنواعه، وخلق مجال للترفيه البريء فيه فوائد جمة. إن وجود دور سينما سوف يضمن معرفة المكان الذي يتواجد فيه الشاب أو الشابة وهذان أمران مهمان جداً، عندما تعرف ماذا يشاهد ابنك وأين يتواجد، حتى أنت يا رب الأسرة يمكن أن تذهب إلى نفس المكان مع ابنك وتشاهد ما يشاهد، العمالة الوافدة الكثير منها لا يعرف أين يذهب بعد انتهاء عمله فمنهم من يتجه للأسواق للبحث عن عمل آخر مثل مسح السيارات أو النقل والتحميل أو أي أعمال أخرى قد تضيف له دخلاً آخر، ومنهم من يتجه إلى عمل الرذيلة أو صناعة الخمور أو بيعها والبعض يقوم بالسرقة سواء من محال تجارية أو منازل أو مشاريع كبيرة أو صغيرة، وبالطبع هذا ضرر كبير على بلادنا ومراقبة أعداد كبيرة من الوافدين والعمالة سوف يكلف الكثير من الجهد الأمني والمادي والكل يعرف ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشكورة في ملاحقة هؤلاء، كما أن الجهات الأمنية تتابع عن كثب ولكن بالطبع هذا مكلف ومرهق للجهات الأمنية ناهيك أنه لا بد أن ينتج أحداث كثيرة مما ذكرت مع كبر حجم ما تقوم به الجهات الأمنية والهيئة، الحديث عن الجانب الاجتماعي لا يقتصر على ما ذكرت أعلاه ولكن هي أمثلة فقط. أما الجانب الاقتصادي في حالة وجود دور سينما ومسرح سوف أذكرها بالنقاط التالية: 1 - كلما زاد عدد دور السينما والسمرح زادت فرص التوظيف للشباب السعودي ويمكن قصر تشغيل السعوديين فقط في تلك الدور مثلما أجبرت وزارة الداخلية الشركات الأمنية على أن يكون رجال الأمن من سعوديين فقط مما أتاح فرصا كبيرة جداً لشبابنا وشاباتنا أيضاً بالعمل في هذا المجال. 2 - فتح فرص جديدة للقطاع الخاص بالاستثمار بها، مما يشجع على شراء أراضي وبناء الدور وزيادة حركة البناء والاقتصاد في بلادنا. 3 - هناك العديد من الشباب والعوائل يذهبون إلى دول مجاورة لكي يتمكنوا من حضور فيلم أو مسرحية جديدة وهذا بالطبع استنزاف لأموال بلدنا وذهابها للخارج. 4 - الكل يعرف ما يخرج من أموال طائلة خارج بلادنا يقوم بها العمالة الوافدة حيث لا يتم صرف سوى نسبة قليلة جداً مما يتقاضونه من رواتب ومكافآت وبدلات وخيرات بلادنا ويعود السبب إلى عدم وجود ما يشجعهم على الصرف، بل أن بعض الجنسيات والشركات الأجنبية تقوم بإحضار المواد الغذائية من بلادهم أي أنهم لا يشترون حتى المواد الغذائية اليومية من بلدنا؟! فوجود دور سينما سوف يتيح العمالة قضاء بعض الوقت ربما مرة أو مرتين على الأقل أسبوعياً في دور السينما ومشاهدة افلام وشراء تذاكر وبعض المشروبات والمأكولات داخل دور السينما مما يعني أننا استقطعنا جزءا لا بأس به من دخل هؤلاء وأبقيناه في بلادنا بدلاً من خروجها خارج الحدود، بالإضافة إلى أننا قدمنا لهم خدمة ترفيهية بريئة. هناك أمور كثيرة لا مجال لذكرها جميعا، ولكن ما ذكرت ربما يعطي فكرة جيدة عن الفائدة الاقتصادية لدور السينما والمسرح لبلادنا. اعجبني ما ذكره الأخ إدريس الدريس، في أحد مقالاته السينما هي شاشة تلفزيون كبيرة بجريدة الوطن وأود أن أضيف على ذلك هي شاشة تلفزيون كبيرة مفيدة إذا حسن اختيار الافلام وتمت مراقبتها والفائدة اجتماعية واقتصادية. هل تعلم أن أكثر دول العالم تقوم بمراقبة الافلام التي تعرض، ومنع ما هو مخل للآداب؟ أما أفلام الكمبيوتر وشاشات بعض الفضائيات لا أحد يراقبها مهما عملنا. هناك فائدة كذلك قد تكون في أزمة الازدحامات في الشوارع لساعات عديدة بدلاً من التسكع في الشوارع. أتمنى لو كان هناك حوار تلفزيوني يجمع رجال دين وأمن واقتصاديين واجتماعيين لمناقشة مثل هذا الأمر ويكون على عدة حلقات ويشارك فيه المواطن والمقيم. والله من وراء القصد