فجأة ومن دون مقدمات ودون أي تحريات صحفية سابقة أو تخمينات، انتقل الجزائري القدساوي بوقاش إلى فريق النصر. لقد تم الأمر بهدوء تام ودون أي سابق إنذار.. بل إن انتقال بوقاش من القادسية إلى النصر يعد الأملس والأسلس والأسهل والأذهل والأيسر والأرخص والأبخس والأنجح والأرجح والأغرب والأقرب. ولك أن تستخدم كل صيغ المبالغة الواردة في قاموس اللغة العربية بل والاستعانة بكل أفعال التفضيل لوصف هذه الانسيابية والإيجابية والأريحية والمثالية التي صاحبت هذا الانتقال. وبالمقابل فقد فشلت حتى الآن وخلال عامين كاملين كل التحريات الصحفية ومحاولات التحري والسبق في كشف عملية انتقال اللاعب قليل التجربة ياسر الشهراني إلى الهلال الذي فشل بدوره في إقناع القادسية رغم كل الزيارات والمفاوضات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة من رئيس النادي أو من أعضاء الشرف، بل ورغم الإغراءات والعروض المادية التي فاقت في نظري ما يستحقه اللاعب صغير السن والتجربة، ورغم ما أبداه اللاعب نفسه من رغبة في الانتقال للهلال، إلا أن كل ذلك لم يشفع لياسر الشهراني ولا للهلال.. ولكنه بسرعة وبثمن بخس شفع لصفقة تنازل القادسية لهدافها الخطير بوقاش رغم الحاجة القدساوية الماسة لوجوده، ورغم ما يكتنف موقف القادسية في سلم ترتيب الدوري من خطورة تهدد الفريق بالهبوط، لكن (لأجل عين تكرم مدنية)، مع العلم أن رفض القدساوية المتكرر للتنازل عن الشهراني كان بحجة الحاجة له في ظل تفريط الفريق بالعديد من النقاط وعدم الرغبة في التفريط بالنجوم إلى حين ضمان بقاء الفريق في الدوري الممتاز وهروبه من شبح ومخاوف الهبوط. لكن فضيحة تخلي القادسية المفاجئ والصاعق لأبرز لاعب لديهم وهدافهم الخطير أخرج - بفعل فاعل- رئيس النادي ومدربه للإعلام لتبرير هذا التنازل والتخاذل، ومما قاله رئيس النادي الهزاع: إن (تركي) وتنازلي عن بوقاش عائد لما يمثله ذلك من دعم مادي للنادي في أزمته المالية.. أما المدرب فقد برر كونه مناصراً لانتقال اللاعب بسبب رغبة اللاعب نفسه وتشتت ذهنه من كثرة ما تلقى من عروض محلية وخليجية. والرد البسيط على ترهات الهزاع ومدربه هو أن ما قُدِّم من عرض مالي من الهلال والاتحاد لنقل الشهراني يفوق ما قُدِّم في حق بوقاش الذي اشتروه بثمن بخس دراهم معدودة. أما عن رغبة اللاعب نفسه في الانتقال فإنها لم تبرر هذا الحق للشهراني الذي أبدى رغبته من الموسم الماضي لكن رغبة عن رغبة تفرق!!!! والواقع أن الجميع يعلمون أن ليس للهزاع أمر ولا نهي، وكذلك الحال مع مدربه، وأن أمر انتقال بوقاش للنصر وكذلك انتقال أي قدساوي سابق أو لاحق إنما ينطلق من رغبة النصر التي هي أولى وأسبق وليس لأهل القادسية إلا الرضوخ والبصم والخروج إلى العلن للتبرير والبربرة. وهكذا يثبت القادسية يوماً بعد الآخر أنه الحديقة الخلفية لنادي النصر، يأخذ منه ما شاء متى شاء وكيفما شاء وبأي سعر شاء.