يبدو أن أعداء الوطن في هذه الحقبة الزمنية المضطربة قد تركزوا في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، فلا تكاد تمر بضعة أيام أو أسبوع إلا ونسمع أو نقرأ أو نشاهد حوادث اعتداءات على رجال الدولة من دوريات الأمن، مع ما يصاحب ذلك من ترويع الآمنين وتخريب الممتلكات، وهذه الاعتداءات ليست حوادث عارضة أو نادرة حتى يتم غض الطرف عنها واعتبارها طيشا أو جهلا غير محسوب العواقب، وإنما هي جرائم منظمة ومخطط لها في هذا الوقت بالذات، حتى تأخذ منحى آخر يتوافق مع فتن المنطقة العربية ككل، بهدف زعزعة الأمن والإخلال بالنظام. ووزارة الداخلية بما أوتيت من قيادة حكيمة وبعد نظر وضبط للنفس، تحاول تهدئة الوضع والتعامل مع تلك الأحداث المؤسفة وفق ما تراه مناسبا لامتصاص دواعي الفتنة والمحافظة على سلامة ولحمة أبناء الوطن، وعدم تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر، وهو إجراء سليم وعاقل من قبل مقام وزارة الداخلية، ولكن يجب ألا يفهم أولئك الضالون ومن خلفهم من المحرضين والمندسين والمتعاطفين، أن قوات وزارة الداخلية عاجزة أو غير قادرة على حسم الموقف بالشكل الذي يتلاءم مع نوعية الحدث..كلا.. فنحن نعرف بل العالم كله يعرف المواقف الشجاعة والنجاحات المتوالية لقواتنا في تصديها وقضائها على الإرهاب والإرهابيين منذ ابتلي به وطننا الحبيب إلى الآن، وبلادنا محمية بإذن الله ثم بإخلاص جنودها الأشاوس الذين نذروا أنفسهم ودماءهم دفاعا وفداء للمقدسات وللوطن الغالي. وإذا كانت وزارة الداخلية تتصرف دائما بحكمة وتحاول أن تتجنب المواجهة مع أولئك الأشرار قدر المستطاع، فهذا لا يعني التفريط أو المهادنة في أمر يتعلق بأمن الوطن واستقراره، ولكن المقصد هو إعطاء الفرصة لعقلاء محافظة القطيف لإرشاد أولئك المعتدين وإفهامهم بسوء مسلكهم ودناءة مخططاتهم التي تنادي للعبث بأمن الوطن، إن على عقلاء محافظة القطيف أن يقوموا بواجبهم الوطني ويتصدوا لتلك الشرذمة الشاذة التي لا تمثلهم ولا تمثل السعوديين الأحرار، فنحن ولله الحمد ننعم بالأمن والأمان، وليس لدينا ما يعكر صفو وحدتنا واستقرارنا، سواء جهالة الضالين المعتمدة على أجندة العدو الأجنبي، الذي يحاول النيل منا ومن بلادنا، ونؤكد في الوقت ذاته، بأن ذلك الضجيج الذي يحدثونه في الشوارع ليس إلا نعيق غربان يائسة، لا أحد يسمعه ولا يستسيغه، والأحرى بأولئك السذج أن يتجهوا إلى ما ينفعهم وينفع بلادهم، ويساهموا مع بقية الشباب السعودي في بناء الوطن وتنميته، بدلا من هذا العبث المتكرر الذي لن يجدي، ولن يحقق لهم الأهداف الخبيثة التي يرسمها أعداؤنا، سواء من عملاء الداخل أو من المتربصين بوطننا من الخارج.