التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أمس في مقر السفارة في لندن بحضور معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعدد كبير من الصحفيين البريطانيين والغربيين والعرب ممثلي وسائل الإعلام البريطانية والغربية. وألقى سموه كلمة خلال اللقاء تحدث فيها عن مشروعات التوسعة الكبيرة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك بمناسبة إقامة معرض «الحج: رحلة إلى قلب الإسلام»، بالتعاون بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والمتحف البريطاني. وبين أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تضع جميع إمكاناتها من أجل خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين، مشيراً إلى أن حجاج العام الماضي بلغ عددهم ثلاثة ملايين، في حين أن أعداد المعتمرين سنوياً هي أضعاف هذا العدد. وقال: إن أهمية الحج تجعله أهم مسألة تتعامل معها المملكة، وهذا واضح في توجيهات وتعليمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لجميع القطاعات بتقديم كل سبل الرعاية لأمن الحجاج وراحتهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وأفاد سموه أن المعرض يحتفي بالحج ويتتبع تجارب الحجاج في رحلاتهم على مر العصور، مبيناً أنه يشتمل على أعمال فنية مهمة ومواد أخرى أرشيفية من المملكة العربية السعودية. وأضاف قائلاً: إن الحج ليس رحلة مادية، فالحج هو عبادة وركن من أركان الإسلام وتجربة غير عادية يسافر من أجلها المسلم تاركاً منزله وعائلته من أجل التقرب إلى الله عز وجل ولذلك فإن الحج هو تعبير عن السلام والوحدة والمساواة والانسجام بين الجميع من رجال ونساء ومن مختلف الأعمار ومن جميع البلدان. كما أوضح معالي الأستاذ فيصل بن معمر أن المكتبة تشارك مع المتحف في المعرض بعدد من القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية العالية. وبين في كلمة له أن مذكرة التفاهم بين المتحف والمكتبة تتيح التعاون بين الجانبين وتمنح المكتبة دور المنسق بين المكتبات والمتاحف والهيئات السعودية المشاركة في المعرض بإعارة قطع أثرية مهمة وصور قديمة وحديثة وأفلام ولوحات تعريفية تصل إلى 51 قطعة منها قطع نادرة لدرب زبيدة تعود إلى القرن الثامن الميلادي، وكذلك جزء حديث من ستارة الكعبة المشرفة ومجسم لتوسعة المسجد الحرام. وأفاد أن مشاركة المملكة تتضمن أيضاً عرضاً للصور النادرة عن الحرمين الشريفين وكذلك الأفلام الوثائقية إضافة إلى الصور والأفلام الحديثة التي تمكن زوار المعرض من التعرف على مدى التطور والتحديث للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وأشار إلى أن المشاركة تشمل التعريف بطرق الحج القديمة وعرض صور تعرف بمناسك الحج والمعاني المرتبطة بها، وبما يمكن زوار المعرض من فهم الحج والتعرف على تاريخه والجوانب الثقافية المرتبطة به ومدى تأثير هذه الرحلة المقدسة على المسلمين. وأوضح أن المعرض يصاحبه توزيع كتيبات وبطاقات بريدية مجاناً على زوار المعرض للتعريف بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين والعناية بالمشاعر المقدسة والتعريف بالخدمات التي تقدم خدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين. وأزجى معاليه الشكر لسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة والمتحف البريطاني على التعاون المستمر من أجل إظهار هذا المعرض بالشكل المناسب وبما يحقق أهداف المعرض، مقدماً أيضاً الشكر لكل الجهات السعودية التي تعاونت مع المكتبة. وسلط فريق من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الضوء على مشاركة المكتبة في المعرض وكذلك جهود المملكة العربية السعودية في مشاريع التوسعة العملاقة في مكةالمكرمة مثل المسعى، وفي المشاعر المقدسة مثل جسر الجمرات بالإضافة إلى مشروع سقيا زمزم، وساعة برج مكة. وصاحب عرض الفريق تقديم أفلام وثائقية وصور فوتوغرافية ومجسمات على الورق لجميع المشاريع القائمة حالياً أو تلك التي انتهت. وفي رده على أسئلة الصحافيين، أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز أن الإعداد للمعرض استغرق وقتاً طويلاً، مبيناً أن ظهور الحج خامس أركان الإسلام في أي معرض لابد وأن يتم بصورة صحيحة حيث لا مجال للخطأ في هذا الموضوع، مشيداً سموه بجهود المتحف البريطاني ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الإعداد للمعرض. وأشار سموه إلى أن الاهتمام بالمعرض هو نتيجة حرص الجميع على أن يبرز المعرض وهو الأول من نوعه الرسالة الحقيقية للإسلام والمسلمين وتعريف غير المسلمين بالحج وشعائره. وفي شأن الزيادة السكانية في العالم الإسلامي وأثر هذه الزيادة على تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين، أوضح سموه أن هذه المسألة من التحديات التي تواجه القائمين على التخطيط لأعمال التوسعات خاصة في مكةالمكرمة بسبب طبيعتها الجبلية الصعبة. وأكد سمو الأمير محمد بن نواف أنه على الرغم من أن التحدي لا يشمل الزيادة السكانية فقط وإنما أيضاً حقيقة أن الحج محدد بزمان ومكان معين، مشدداً على أن حكومة المملكة العربية السعودية لن تتردد في الإنفاق وبشكل سخي على مشاريع مكةالمكرمة وكل ما من شأنه أن يسهل على الحجاج والمعتمرين أداء فريضة الحج وأداء العمرة. حضر اللقاء الصحفي عدد من المسؤولين من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومن السفارة وأعضاء اللجنة التحضيرية لمعرض «الحج: رحلة إلى قلب الإسلام».