في رحلة لم تكن سهلة تم نقل قطع معرض روائع آثار المملكة، من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، إلى مدينة برلين الألمانية للمشاركة في معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف البرغامون في ألمانيا، والذي يفتتح يوم الأربعاء القادم حيث استغرقت رحلة النقل عدة أيام قطعت خلالها (720) كيلومتراً بالشاحنات، إضافة إلى يومين في البحر. فعقب ختام معرض روائع آثار المملكة في متحف الارميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ، بدأ فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار مهامه في استلام ونقل القطع ومرافقتها إلى محطته الرابعة في متحف البرغامون في برلين، وبحضور أحد خبراء الترميم من متحف البرغامون. ووضع الفريق خطة عمل لاستلام القطع وحفظها، ثم بدأ في تنفيذها من خلال التعامل في البداية مع القطع الأثرية كبيرة الحجم، يليها القطع الأصغر حجماً، والتأكد من سلامة جميع القطع المستلمة، وذلك بفحص كل القطع، بالتعاون مع خبيرة الترميم الألمانية، ثم تم وضعها في الصناديق المخصصة لها، وتدوين معلوماتها حسب السجل الرسمي لكل قطعة. واستغرق استلام وتغليف (تشوين) القطع خمسة أيام كاملة، وفي اليوم السادس تم حفظ القطع الكبيرة الحجم في مستودع أرضي، بينما بقيت القطع الأخرى بعد حفظها في الصناديق وإغلاقها في مقر معرض الارميتاج نفسه حتى وقت شحنها. وبعد إنهاء إجراءات تأمين القطع الأثرية والتخليص الجمركي بدأت رحلة نقل القطع الأثرية من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية إلى ألمانيا، حيث عبرت الشاحنات التي تحمل القطع الحدود الروسية وقطعت مسافة (300) كيلومتر حتى وصلت إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي. وتواصلت رحلة نقل القطع من هلسنكي بواسطة الباخرة إلى ميناء دورتموند في ألمانيا، حيث استغرقت الرحلة يومين في بحر البطليق، ثم تم نقل القطع من دورتموند الى برلين بواسطة الشاحنات التي قطعت مسافة (420) كيلومتراً. وبعد الوصول إلى برلين وإنهاء إجراءات التخليص الجمركي تم تسليم القطع الأثرية إلى متحف البرغامون. ويعد متحف البرغامون المحطة الرابعة لمعرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، حيث كان متحف اللوفر في باريس محطته الأولى، ثم انتقل إلى إسبانيا حيث استضافته مؤسسة لاكاشيا، ثم إلى روسيا حيث استضافه متحف الارميتاج، واستطاع أن يستقطب أكثر من مليون زائر خلال محطاته الثلاث.